الجيش الأميركي يحق بأعمال انتقامية ضده من باكستان
واشنطن- يعكف البنتاغون الأمريكي في الوقت الراهن على مناقشة الخيارات المتاحة لتزويد قواته بما تحتاج اليه في افغانستان اذا تعرضت لأعمال انتقامية من باكستان، بعد التهديد بتجميد المساعدة الاميركية لإسلام اباد المتهمة بالتساهل في التصدي للإرهاب.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها قد تعلق مساعدات تبلغ قيمتها ملياري دولار، اقتناعا منها بنفاق باكستان التي يمكن ان تكون متساهلة جدا حيال المجموعات المتمردة مثل حركة طالبان الأفغانية، او حلفائها في شبكة حقاني.
لكن وزارة الدفاع الأميركية أشارت إلى أن الوضع يمكن أن يتطور إذا بعثت إسلام اباد اشارات ملموسة حول تغير ملموس في طريقة التعاطي.
ألا أن مسؤولين سياسيين باكستانيين دعوا حكومتهم إلى اتخاذ تدابير انتقامية. وقال زعيم المعارضة عمران خان “يجب ان نرفض استخدام الولايات المتحدة المنشآت التي نقدمها لها مجانا”.
وترى واشنطن التي تحارب منذ 16 عاما في افغانستان، ان اكبر خطر يتمثل في إقدام باكستان على اغلاق حدودها ومرفأ كراتشي، مشيرة الى ان من شأن ذلك منع تزويد القوات الاميركية بالمواد الغذائية والسلع والمعدات، كما حصل عام 2011.
ففي تلك الفترة، ردت اسلام اباد على مجموعة من الحوادث الدبلوماسية مع واشنطن، لاسيما العملية السرية الأميركية التي اسفرت عن مقتل اسامة بن لادن في مدينة ابوت اباد الباكستانية.
واضطرت قوات الحلف الأطلسي التي تأتمر بقيادة اميركية الى استخدام قاعدة جوية في قرغيزيستان، وطريق برية يعبر روسيا وآسيا الوسطى والقوقاز. وهي طرق أطول وأكثر تكلفة.
كم من الوقت؟
وترى كريستيان فير، المتخصصة بشؤون جنوب آسيا في جامعة جورج تاون، ان اغلاق المجال الجوي الباكستاني امام طائرات الشحن الأميركية سيكون “مشكلة كبيرة”.
لأن القاعدة الجوية في قرغيزيستان قد أغلقت في 2014، ومن المحتمل ان يكون الوصول الى بلدان آسيا الوسطى اكثر صعوبة بسبب العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو.
لكن مسؤولين اميركيين يؤكدون انهم اقاموا شبكة للتزود بالمواد الغذائية والسلع والمعدات تتسم “بالمرونة والانتظام”.
وقال الليوتنانت كولونيل كوني فولكنر لفرانس برس، “في اطار التخطيط العسكري، نعمل على تطوير خطط الاستمرارية لمتابعة مهمتنا التدريبية وتقديم المشورة والمساعدة الى القوات الافغانية في مكان العمليات”.
وقال وزير الدفاع جيم ماتيس ايضا انه “لا يشعر بالقلق” من احتمال عرقلة عمليات التزود بالمواد الغذائية والمعدات.
ويوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ان احد الخيارات المتوافرة هو اللجوء الى الرحلات التجارية.
لكنه أضاف أن “السؤال المطروح هو الى متى تستطيع الولايات المتحدة تمويل هذه التكلفة الاضافية”؟
وقال “اذا كانت المسألة لأسابيع او اشهر، يمكن ادارة الوضع بحلول مؤقتة” حتى لو ان حظرا طويل الامد يتطلب حلولا تتسم بمزيد من الواقعية وكثير من السخاء.
وتدعو كريستيان فير الولايات المتحدة الى تمرير رسالة واضحة، فيما تعتبر باكستان كما قالت مسؤولة عن اكثرية القتلى الاميركيين بأيدي طالبان في افغانستان.
وأوضحت “يأخذون اموالنا بيد ويعطونها الى طالبان باليد الاخرى”.
وأكدت “لا يمكننا الانتصار في حرب عندما ينسف البلد الذي تعتمد عليه للتزود بالوقود والمعدات والمواد الغذائية، ما تبذله من جهود”.