إنشاء جيش كردي على الحدود التركية السورية يغضب أنقرة وموسكو ودمشق
عواصم- اثار اعتزام الولايات المتحدة الأميركية إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون أكراد على الحدود التركية غضب تركيا وروسيا والنظام السوري على حد السواء.
وأعلن التحالف الدولي بقيادة أميركا أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد، فيما وصف نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، بكر بوزداغ، الموقف الأميركي بـ”اللعب بالنار”.
وأضاف بوزداغ في تغريدة على تويتر، أن الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة إلى “ب ي د/ ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة ” بي كا كا” الإرهابية حتى اليوم، والخطوات التي أعلنت اعتزامها اتخاذها، لا تتفق مع الصداقة والتحالف والشراكة الاستراتيجية مع أنقرة.
ولفت إلى إرسال الولايات المتحدة آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى “ب ي د/ ي ب ك”، بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، عوضاً عن التعاون مع تركيا في مواجهة داعش.
وأوضح أن قيام الولايات المتحدة بتأسيس جيش تحت مسمى “قوة أمن الحدود السورية”، لتشكيل ممر (حزام) إرهابي، بذريعة مكافحة داعش، إنما يعد دعماً لمنظمات إرهابية، وليس مكافحة للإرهاب.
وشدد على أن تركيا لن تتردد في اتخاذ التدابير والخطوات اللازمة لحماية أمنها وأمن المنطقة، واستشهد بمقولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “قد نأتي على حين غرة”.
وفي تعليق من متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن على عزم التحالف الدولي إنشاء قوة أمنية حدودية من تنظيم “ب ي د” الإرهابي، إن بلاده “تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده”.
وانتقدت دمشق بشدة إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن عزمه على تشكيل قوة أمنية حدودية في شرق سوريا، محذرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعد “خائنا”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله أن “سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس”.
واعتبرت الخارجية السورية وفق المصدر ذاته، أن الاعلان الأميركي تشكيل “ميليشيا مسلحة” في شمال شرق سوريا “يمثل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي”.
إلى ذلك دعا اتحاد العشائر العربية والتركمانية في سوريا، الولايات المتحدة الأميركية للتراجع عن سعيها لتأسيس “الجيش” الكردي.
وبحسب البيان وجه الاتحاد إدانة، للمساعي الأميركية، في “إضفاء الشرعية على تنظيم ب ي د الإرهابي”، وجاء فيه: “نطالب الولايات المتحدة الأميركية التراجع، بأسرع وقت، عن خطئها”.
وأشار البيان إلى أنّ دعم واشنطن لتنظيم إرهابي من أجل محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، لا ينسجم مع الديمقراطية.
واتهم البيان واشنطن بتأسيس “إسرائيل ثانية” في سوريا، وشدّدوا على رفضهم لما تقدم عليه أميركا بتأسيس جيش من إرهابيي “ب ي د”.
وفي تعليق من متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس الأحد، على عزم التحالف الدولي إنشاء قوة أمنية حدودية من تنظيم “ب ي د”، إن بلاده “تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده”.
وحسب معلومات فإن وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) الأميركيتين، وقيادة منظمة “بي كا كا” الإرهابية، كانوا استكملوا في وقت سابق، عملية تدريب 400 عنصر، في معسكر “صباح الخير” جنوبي محافظة الحسكة (شرق)، وفي محيط سد تشرين شرقي محافظة حلب (شمال).
وشملت التدريبات، معلومات نظرية وتقنية قدمتها الـ”سي آي إيه”، وعمليات إنزال جوي من قبل “البنتاغون”، إلى جانب تدريبات على حمل أسلحة قدمتها قيادات من “بي كا كا”، جاءت من جبال قنديل شمالي العراق.
وبينت أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية تطلق اسم “جيش الشمال” على تنظيم تسميه البنتاغون والسي آي إيه، باسم “حراس الحدود”.
ومن المتوقع أن ينتشر ما يسمى “جيش الشمال” في مناطق عين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والمالكية شمالي سوريا، على الحدود مع تركيا.