لندن- رفضت جامعة كمبردج البريطانية اليوم أي إشارة إلى أن الأستاذة بالجامعة مها عبد الرحمن قد تكون ضالعة في مقتل الإيطالي جوليو ريجيني أحد خريجيها الذي قتل في مصر عام 2016.
وحقق قضاة إيطاليون مع عبد الرحمن في كمبردج الأسبوع الماضي وصادروا الكمبيوتر الخاص بها وهاتفا خلويا في إطار تحقيقاتهم بشأن ملابسات مقتل ريجيني الذي تعرض للتعذيب وقتل أثناء قيامه بإعداد بحث في القاهرة.
ورغم عدم وجود أي تلميح بضلوع مها عبد الرحمن في مقتل ريجيني إلا أن المحققين سعوا على مدى شهور لاستجوابها لمعرفة سبب اختياره لموضوع البحث وما إذا كانت هي من وضعه في طريق الخطر.
ولم تتحدث مها عبد الرحمن حتى الآن عن ريجيني لكن نائب رئيس جامعة كمبردج ستيفن توبي بعث برسالة يوم الثلاثاء إلى أساتذة الجامعة يدافع فيها بقوة عن تصرفاتها.
وقال توبي في بيان “هذا أمر مزعج للغاية … أن تجد نفسها ضحية لجهود تبدو منسقة لتوريطها مباشرة في مقتل جوليو”.
وأضاف “التكهنات العامة بشأن احتمال تورط الدكتورة (مها) عبد الرحمن في القضية غير دقيقة وضارة وتنطوي على خطر محتمل. إنها تكشف عن قصور في فهم الأهداف والطرق العلمية”.
وقال متحدث باسم الجامعة إنه لم يتسن الوصول لمها عبد الرحمن للتعليق.
وشكت مصادر قضائية إيطالية في أحاديث خاصة من طول الوقت الذي احتاجه المحققون لترتيب اللقاء مع الأستاذة بجامعة كمبردج. وقال مصدر كبير إنها لم تضف جديدا في القضية الأسبوع الماضي مضيفا أن ذلك كان أمرا “محبطا”.
وقال توبي إن مها عبد الرحمن والجامعة عرضا مرارا استعدادهما للمساعدة في القضية. وأضاف “في ضوء رغبتها في المساعدة فإن الحملة العامة لتشويه السمعة التي تؤججها ظروف سياسية أمر مخز”.
وأبلغت مصادر في 2016 بأن ريجيني كان يجري بحثا عن النقابات العمالية المستقلة في مصر.
وقالت مصادر في الأمن والمخابرات إن ريجيني ألقي القبض عليه في القاهرة يوم 25 يناير كانون الثاني 2016 وتم احتجازه. وعثر على جثته مشوهة بعد ذلك بأكثر من أسبوع. وينفي المسؤولون المصريون أي صلة بمقتله.
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن مصادر لم تحددها قولها إن المحققين كانوا مهتمين بمعرفة ما إذا كانت أستاذة ريجيني قد لعبت دورا في تكليفه بإعداد بحث في موضوع حساس وهل حذرته من مخاطره.
وقال مصدر قضائي إيطالي كبير إن مها عبد الرحمن أبلغت المحققين بأن ريجيني هو من اختار موضوع البحث.
وقال توبي إن ريجيني كان “باحثا متمرسا” وإنه كان يعرف مصر وكان يتحدث العربية.
وأضاف “من الشائع في الأبحاث الأكاديمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية الدخول في قضايا ذات حساسية سياسية. لقد كان يستخدم مناهج بحث قياسية في دراسة النقابات العمالية في مصر”.
وقال نائب رئيس الجامعة إن كمبردج ستستمر في مساعدة المحققين قائلا إن الجامعة ترغب في تحقيق العدالة لريجيني وأيضا صون سمعة أساتذتها.