مواقف دولية متباينة من العملية التركية بعفرين السورية
عواصم- دعت فرنسا اليوم الأحد لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث العملية العسكرية التركية في عفرين والتطورات الأخرى في سوريا، في حين نددت القاهرة بالتدخل التركي، كما طالبت إيران بوقفه، وبدا موقف روسيا أشبه بالحياد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في تغريدة نشرها اليوم الأحد إن بلاده تطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل الوضع في الغوطة الشرقية وإدلب وعفرين.
وأضاف أنه تحدث صباح اليوم هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، مطالبا أنقرة بوقف هجومها على منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
ولاحقا، نشرت الخارجية الفرنسية بيانا قالت فيه إن لودريان أكد ضرورة أن تتحلى تركيا بضبط النفس في وقت تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية في عدة مناطق بسوريا.
وكانت واشنطن، التي تدعم عسكريا الوحدات الكردية، دعت تركيا إلى عدم مهاجمة الأكراد بعفرين، وطالبتها بالتركيز بدلا من ذلك على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
أما إيران -وهي إحدى الدول الثلاث الضامنة لمناطق خفض التصعيد بسوريا إلى جانب تركيا وروسيا- فدعت اليوم إلى وقف العملية التركية، معتبرة أنها قد تساعد من وصفتهم بالإرهابيين.
وفي موسكو، أكد فرانس كلينتسيفيتش النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، أن روسيا لن تتدخل عسكريا في حال وقوع مواجهة بين النظام السوري وتركيا.
وكانت موسكو -التي سحبت مراقبيها من عفرين- عبرت عن قلقها من العملية العسكرية التركية، ودعت إلى “ضبط النفس”، في وقت قال فيه محللون إن روسيا ربما أعطت موافقتها على العملية
وفي ما بدا تفهما من قبل لندن لعملية “غصن الزيتون” التركية في عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية اليوم إن لدى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها، وأضاف أن بريطانيا ملتزمة بالعمل بشكل وثيق مع تركيا وحلفاء آخرين لإيجاد حلول في سوريا.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مسؤول في الحلف الأطلسي قوله تعليقا على العملية التركية إن كل الدول تتمتع بحق الدفاع عن النفس، مشددا على أن يكون ذلك بصورة متوازنة.
وفي المقابل، أعربت مصر عن رفضها التدخل العسكري التركي شمالي سوريا، واعتبرت أنه يمثل انتهاكا جديدا للسيادة السورية، ويقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا.
وأعادت الخارجية المصرية في بيان التأكيد على موقف القاهرة الرافض للحلول العسكرية، والداعي لانخراط كل أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية شاملة، والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
وفي أنقرة، أطلعت الخارجية التركية رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى إيران، على معلومات بشأن العملية، كما تم إبلاغ سفراء الأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت والسعودية بالتطورات.
وفي وقت لاحق اليوم، أكد وزير الخارجية التركي في بغداد أن كل من يعارض التدخل العسكري في عفرين يقف في صف الإرهابيين، حسب تعبيره.