اليابان تحاكي أول هجوم عسكري منذ الحرب العالمية الثانية
طوكيو- حاول مئات من سكان طوكيو العثور على مخبأ اليوم الاثنين في أول تدريب للتعامل مع هجوم عسكري منذ الحرب العالمية الثانية وسط استمرار التوتر بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي.
وأذيع تحذير عبر مكبر صوت خلال التدريب الذي جرى في مدينة ملاه بطوكيو ورد فيه “لدينا معلومات بأنه تم إطلاق صاروخ. الرجاء الاختباء بهدوء داخل مبنى أو تحت الأرض”.
وجرى أحد موظفي الحديقة حول المكان مناديا “تم إطلاق صاروخ، تم إطلاق صاروخ” فيما أخلى نحو 250 من السكان والموظفين المكان متوجهين إلى مبان من الاسمنت المسلح ومحطة قطارات قريبة.
وبعد لحظات، بُثت رسالة ثانية عبر مكبر الصوت ورد فيها “عبر الصاروخ. يرجح أنه حلق فوق منطقة كانتو نحو المحيط الهادئ”.
واعتاد سكان اليابان التي تشهد زلازل باستمرار، على تدريبات الاخلاء التي تحاكي كوارث طبيعية وحرائق. وتعد التمرينات السنوية طقوسا فصلية تجري في جميع انحاء البلاد تقريبا من المدارس وصولا إلى أماكن العمل ودور الرعاية.
لكن فكرة تدريب يحاكي هجوما صاروخيا كوريا شماليا على طوكيو لا تزال جديدة رغم اجراء تدريبات من هذا النوع في مناطق أخرى من اليابان العام الماضي.
وقال الطالب الجامعي شوتا ماتسوشيما (20 عاما) الذي كان في محطة قطارات قرب موقع التدريب لوكالة فرانس برس “أعتقد أنه من الجيد اجراء اختبار من هذا النوع. لكنني أصلي لأجل عدم شن كوريا الشمالية هجوما صاروخيا”.
وتوافقه الرأي كانا أوكاكوني (19 عاما) وهي طالبة كذلك. وقالت “أعتقد أن اتخاذ اجراءات احتياطية أمر جيد، على غرار التدريبات التي تجري تحسبا للزلازل”.
تهديدات من كوريا الشمالية
يأتي التدريب في وقت لا يزال مستوى التوتر الإقليمي مرتفعا على خلفية مساعي كوريا الشمالية النووية والصاروخية رغم قرار الدولة المعزولة إرسال لاعبين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر القادم في جارتها الجنوبية.
وكانت بيونغ يانغ اختارت اليابان تحديدا التي تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، لشن هجماتها الكلامية مهددة بـ”إغراقها” في البحر وتحويلها إلى “رماد”.
والعام الماضي، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين حلقا فوق اليابان فيما سقطت صواريخ أخرى في البحر قرب البلاد ما أثار موجة من الذعر والغضب.
وفي كل مرة تطلق بيونغ يانغ صاروخا فوق اليابان، يصدر نظام التنبيه في البلاد تحذيرات للسكان عبر الهواتف المتحركة ومكبرات الصوت الموضوعة على الطرقات.
لكن كثيرين يشيرون إلى ان هذا النظام غير مجد مع وجود وقت قليل للغاية للإخلاء ومرافق محدودة للنجاة في حال وقوع هجوم نووي.
وحدثت انذارات كاذبة ايضا. فالأسبوع الماضي، نشرت محطة “ان اتش كيه” اليابانية تحذيرا يتحدث عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا، داعية الناس إلى الاحتماء قبل أن تعتذر عن الخطأ بعد دقائق.
وجاء ذلك بعد ايام فقط من تحذير عبر الهاتف الخليوي من صاروخ بالستي سبب حالة رعب لدى سكان هاواي.
وخرجت بعض التظاهرات ردا على التدريب الأخير.
وقالت المدرسة السابقة ايكي كاميوكا (77 عاما) التي كانت بين عشرات الأشخاص الذين تظاهروا ضد التدريب “لا أريد المشاركة في تمرين من هذا النوع وأنا ضده. هذه وسيلة للترويج للحرب”.
وأضافت “لن تنجو في حال وقعت حرب. أي حرب نووية ستدمر كل شيء”.