تركيا: لا نسعى لاشتباك مع القوات الروسية أو السورية أو الأمريكية
أنقرة- قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الثلاثاء إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأمريكية خلال عمليتها في شمال سوريا ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.
والولايات المتحدة وروسيا لهما قوات في سوريا وحثتا تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية (غصن الزيتون) التي دخلت يومها الرابع وتهدف للقضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية.
وفتحت العملية جبهة جديدة في الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا وقد تهدد المساعي الأمريكية لإرساء الاستقرار وإعادة إعمار منطقة كبيرة في شمال شرق سوريا، غير خاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ساعدت الولايات المتحدة مساعي وحدات حماية الشعب الكردية لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وشن الجيش التركي ضربات جوية وأطلق نيران مدفعية على أهداف في عفرين وحاول جنوده ومقاتلون سوريون متحالفون معه التقدم داخل منطقة واقعة تحت سيطرة الأكراد من الأطراف الغربية والشمالية والشرقية.
وعطلت الأجواء الملبدة بالغيوم أي دعم جوي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مما حد من تقدم القوات وتمكن المقاتلون الأكراد من استعادة بعض الأراضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 22 مدنيا قتلوا في القصف والضربات الجوية التركية وإن الآلاف يفرون من القتال.
وذكر المرصد أن قوات الحكومة السورية تمنع النازحين من عفرين من عبور نقاط التفتيش التي تسيطر عليها الحكومة ليصلوا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد من مدينة حلب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الثلاثاء إن الهجوم التركي يشتت جهود القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول تركيا إن تنظيم الدولة الإسلامية انتهى بشكل كبير في سوريا وإن التهديد الأكبر تمثله وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لجماعة كردية تشن تمردا داخل أراضيها منذ عقود.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تهدف إلى القضاء على وحدات حماية الشعب ليس فقط في عفرين وإنما أيضا في منبج التي تقطنها أغلبية عربية.
وتقع منبج إلى الشرق من عفرين ونقلت تقارير عن تشاووش أوغلو قوله إن “الإرهابيين في منبج يطلقون دوما نيرانا استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن”.
وأضاف “هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي”.
وتابع “يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحدا في هذا ونحن مصممون… لن نعيش في خوف وتهديد”.
وكتب على تويتر لاحقا إن ضابطا برتبة لفتنانت أصبح ثاني عسكري تركي يٌقتل في العملية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن من أهداف واشنطن الرئيسية الحيلولة دون طرد تركيا لقوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، من منبج.
ومنبج جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سوريا خاضعة لسيطرة قوات معظمها قوات كردية. وعلى عكس عفرين، حيث لا تتمركز أي قوات أمريكية، يبلغ عدد القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة الشرقية والممتدة 400 كيلومتر على طول حدود تركيا ألفي جندي.
وقال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن القصف التركي يوم الاثنين قتل ثلاثة أشخاص في بلدة رأس العين مشيرا لاحتمال توسيع نطاق الأعمال العسكرية على الحدود التركية السورية.
وتقع رأس العين في منطقة يسيطر عليها الأكراد في سوريا على بعد 300 كيلومتر تقريبا شرقي عفرين.
وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة وحدات حماية الشعب على شمال سوريا في منحها القوة الدبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية.
وضمت فرنسا صوتها يوم الثلاثاء للمطالب التي تحث تركيا على ضبط النفس. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين في باريس “أتيحت لي فرصة إبلاغ نظيري التركي… بأن هذا الهجوم يقلقنا”.
وتابع “رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، لا يسعنا سوى أن ندعو تركيا للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بهذا الأمر”.
وأثار دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات تهديدا أمنيا لها. وهذا الدعم أحد عدة أمور أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا.
وقال تشاووش أوغلو “مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة”.
وأضاف أن تركيا، التي نفذت عملية عسكرية دامت سبعة أشهر في شمال سوريا قبل عامين لطرد تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضروريا.
وتابع “سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم… إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديدا لنا”.