باريس- بعد أسبوعين على الاضطرابات الاجتماعية، يتوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى تونس الأربعاء للدفاع عن الديموقراطية الفتية قبل ان يزور السنغال حيث سيشارك في رئاسة شراكة عالمية للتعليم.
ولتونس توقعات اقتصادية قبل كل شيء من هذه الزيارة وبدات الاثنين الاستعدادات الرسمية لزيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون بعد زيارته لكل من المغرب في حزيران/يونيو والجزائر في كانون الاول/ديسمبر.
وتأتي الزيارة في حين شهدت تونس مطلع الشهر الحالي حركة احتجاج وتظاهرات ليلية قبل عودة الهدوء.
وفي هذه “الاجواء الاستثنائية” سيوجه ماكرون “رسالة دعم قوية للانتقال الديموقراطي” في تونس كما اعلن قصر الاليزيه.
وسيلقي ماكرون خطابا امام النواب صباح الخميس وسيلتقي رباعي الحوار الوطني في تونس الذي منح جائزة نوبل السلام في 2015. ويستقبله الاربعاء في القصر الرئاسي نظيره التونسي الباجي قائد السبسي (91 عاما) الذي لم يحسم موقفه من الترشح لولاية جديدة عام 2019.
والاسبوع الماضي، اعلن وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي “اننا نتوقع الكثير من فرنسا كونها اول شريك اقتصادي وسياسي لنا خصوصا زيادة الاستثمارات لان تونس قامت بإصلاحات لتكون بلدا اكثر جاذبية”.
ويرافق ماكرون عددا من الوزراء ورجال الاعمال بينهم رئيسا مجلس ادارة “اورانج” للاتصالات ستيفان ريشار وشركة “فري” كزافييه نيل وسيعلن عن عدة تدابير خصوصا حول اعادة جدولة الديون التونسية المستحقة لفرنسا.
وقال خبير الشؤون السياسية التونسي سليم الخراط “توقعات المسؤولين التونسيين اساسا في المجال الاقتصادي خصوصا وان فرنسا لا تزال الشريك الاقتصادي والتجاري الرئيسي لتونس. وفي ضوء التظاهرات الاخيرة والتوتر الاجتماعي الذي تشهده البلاد سيطلب التونسيون من فرنسا زيادة مساعداتها المخصصة للتنمية”.
وتريد باريس مساعدة تونس للخروج من الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ “ثورة الياسمين” في 2011. وبفضل تحسن القطاع السياحي ازدادت نسبة النمو الى 2% العام 2017 لكن البطالة لا تزال اكثر من 15% وتتجاوز ال30% بين الشباب من حملة الشهادات.
والاولويات الاخرى للزيارة هي الامن مع ملف ليبيا وعودة المقاتلين الجهاديين من الجبهة السورية العراقية، والفرنكوفونية.
وسيدشن ماكرون الخميس مؤسسة “أليانس فرانسيز” بتونس العاصمة، المنظمة الثقافية الدولية الفرنسية المستقلة التي تعنى بتعليم اللغة الفرنسية، الاولى من ست مؤسسات مماثلة سيتم افتتاحها العام الحالي.
وكتبت صحيفة “لا بريس” التونسية الثلاثاء “يجب ان تتغير العلاقة بين البلدين والشعبين الى الافضل من هنا اهمية زيارة ماكرون الذي يعي اهمية التغيير (…) واكدت زياراته لعدد من الدول الافريقية ذلك”.
من تونس يتوجه ماكرون الى دكار حيث يتولى الجمعة رئاسة مع نظيره السنغالي ماكي سال مؤتمر “جمع الاموال” للشراكة العالمية للتربية وهو صندوق مساعدات للبرامج التربوية للدول الفقيرة خصوصا لتعليم الفتيات.
وسفيرته الفنانة ريهانا قد تنضم اليهما في دكار للترويج للصندوق في زيارة لم تؤكد رسميا بعد.
وسيلتقي ماكرون حوالى 10 رؤساء دول افارقة وسيعلن قيمة الاموال التي جمعت لدى الجهات المانحة العامة والخاصة ويأمل الاليزيه ان تزيد عن ملياري يورو.
والموضوع الاخر لزيارته هو التهديد المناخي مع زيارة السبت لسان لوي على الساحل الشمالي الغربي للسنغال بعد ان طلب رئيس بلديتها من ماكرون التدخل خلال قمة “وان بلانيت” في باريس في 12 كانون الاول/ديسمبر.
وبهذه المناسبة، قد يعلن البنك الدولي مساعدة لحماية الشريط الرملي الذي يفصل المحيط من نهر السنغال ويتعرض للتآكل.