أثينا- قدر المنظمون بمليون ونصف والشرطة ب140 الفا، عدد الاشخاص الذين شاركوا في التظاهرة امس في اليونان احتجاجا على التسوية حول اسم مقدونيا ووقعها على المفاوضات الجارية مع سكوبيي.
والتجمع الذي حول ساحة سينتاغما المركزية الى بحر من الاعلام اليونانية يعد دون منازع “الاكبر في السنوات ال25 الاخيرة” في العاصمة اليونانية التي اعتادت في السنوات الاخيرة على مسيرات ضخمة احتجاجات على اجراءات التقشف كما قال لفرانس برس مانوس بابازوغلو الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة بيلوبونيز.
لكن المحللين يرون كما الاعلام والمعارضة، ان ارقام المنظمين الذين ارادوا جمع مليون شخص، غير دقيقة.
ويبدو ان ارقام الشرطة لم تكن اكثر مصداقية رغم تأكيدات الوزير المكلف النظام العام نيكوس توسكاس. وقال في حديث صباحي تلفزيوني “ان الارقام التي نشرت كانت في غاية الدقة”.
واكد الخبير السياسي الياس نيكولاكوبولوس ان عدد المتظاهرين كان 300 الف.
من جهته قال وزير الدولة للشؤون الخارجية ديميتريس مارداس ان عدد المتظاهرين لم يتعد 500 الف مغضبا معسكره.
فهل يساهم ذلك في تراجع الحكومة عن نيتها تسوية خلاف مع سكوبيي يعود الى 27 عاما؟.
وما زالت قضية اسم مقدونيا بلا حل، منذ ان أصبحت الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، مستقلة في العام 1991.
وتعتبر اثينا ان اسم مقدونيا جزء من تراثها الثقافي. ويتخوف اليونانيون من أطماع لدى سكوبيي في أراض شمال اليونان، بعدما أعلنت أحقيتها بهذه التسمية وبارتباطها بتاريخ الاسكندر الأكبر المولود في اقليم مقدونيا اليوناني الحالي.
إلا ان الحكومة اليونانية يمكن ان تقبل في اطار بعض الشروط، باسم يتضمن كلمة مقدونيا، مثل مقدونيا الشمالية او مقدونيا العليا، الأمر الذي يرفضه المتظاهرون.
ويعتبر نيكوس مرانتزيديس الاستاذ في دائرة الدراسات البلقانية في جامعة سالونيكي ان اختبار القوة نجم خصوصا عن “الجمهور القومي التقليدي من اليمين واليمين المتطرف”.
من جهته قال بابازوغلو ان نتيجة المفاوضات ستكون “رهنا قبل كل شيء باللعبة الدبلوماسية” بين اثينا من جهة والاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي من جهة ثانية في اطار رغبة لضمان الاستقرار في منطقة البلقان وكذلك التنازلات التي ستكون سكوبيي مستعدة لتقديمها.
وأضاف أن “التظاهرة وجهت رسالة واضحة عن انعدام الثقة بالحكومة التي يجب ان تتوخى الحذر وتأخذ في الاعتبار القدرة على التعبئة في القضايا الوطنية”.
واعرب نيكولاكوبولوس عن القلق لصورة التعنت التي أظهرها اليونانيون قائلا “في حال فشل المحادثات سيكون من السهل القاء اللوم على اليونان”.