موسكو- يسعى المحققون الروس الاثنين إلى تحديد سبب تحطم طائرة مدنية قرب موسكو ومصرع جميع ركابها البالغ عددهم 71 شخصا، وسط ظروف مناخية صعبة جراء تراكم الثلوج.
وأعلنت السلطات الروسية أنها تدرس كل الفرضيات المحتملة للتحطم، ومنها الظروف المناخية، والعامل البشري، والمشاكل التقنية، دون الاشارة الى فرضية العمل الارهابي.
واقلعت الطائرة من طراز “انطونوف 148” والتابعة للخطوط الجوية “ساراتوف” متجهة الى مدينة اورسك في الاورال. وقد تحطمت في اقليم رامنسكي في منطقة موسكو بعيد اقلاعها من مطار دوموديدوفو.
واختفت الطائرة عن شاشات الرادار عند الساعة 14,28 بالتوقيت المحلي (11,28 ت غ) اي بعد اربع دقائق من اقلاعها، وتحطمت على بعد نحو 70 كيلومترا الى جنوب شرق موسكو، قرب قرية ستيبانوفسكوي.
وليلا قال وزير الحالات الطارئة الروسي فلاديمير بوتشكوف من موقع التحطم إن “الاشخاص الـ71 الذين كانوا على متن (الطائرة) قضوا جميعا”، معلنا انتهاء عمليات الانقاذ لإفساح المجال امام البحث عن الجثث والحطام.
ونقلت الوكالات الروسية عن الوزير قوله “سنجري القسم الاكبر من عمليات البحث في الايام السبعة المقبلة، بالنظر الى تناثر الحطام على مساحة شاسعة، وتساقط الثلوج”.
وتتضمن قائمة الضحايا التي نشرتها السلطات سويسريا واذربيجانيا، وثلاثة اطفال اصغرهم بعمر خمس سنوات.
ونقلت وكالة انترفاكس عن متحدث باسم السلطات المحلية ان المواطن السويسري كان متوجها الى اورسك في اورنبورغ، للمشاركة في افتتاح وحدة جديدة في مصفاة محلية.
وغالبية الركاب من منطقة اورنبورغ التي اعلن حاكمها الاثنين يوم حداد.
وأعاق تراكم الثلوج في موقع التحطم عمليات البحث التي شارك فيها مئات الاشخاص، واضطر عمال الاغاثة على استخدام الزلاجات الآلية وكاسحات الثلوج.
وعثر الأحد على احد الصندوقين الاسودين للطائرة.
وأعلنت السلطات الروسية فتح تحقيق رسمي لتحديد ما اذ كان هناك اي انتهاك لقواعد السلامة.
وأكدت اللجنة انها “ستدرس كل الفرضيات المحتملة للكارثة، وبخاصة الظروف المناخية، والعامل البشري، والوضع التقني للطائرة”.
وكانت اللجنة اعلنت ليلا ان التوصل الى نتائج سيساغرق اكثر من يوم واحد بسبب “اتساع المنطقة التي يتوجب معاينتها”.
وحققت اللجنة مع موظفين في شركة طيران ساراتوف، وموظفي المطار الذين عاينوا الطائرة قبل الاقلاع والمراقبين الجويين. ولم يتم التبليغ عن اي مشكلة في الطائرة قبل الاقلاع، بحسب اللجنة.
واعلنت شركة ساراتوف في بيان ان الطائرة ادخلت الخدمة في 2010.
وتعتمد الشركة بشكل اساسي على الطائرات الروسية من طرازي “انطونوف” و “ياكوفليف” ولم تتعرض طائراتها لأي حادث ادى الى سقوط ضحايا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991. وهي تسير رحلات الى المدن الروسية وعواصم دول القوقاز.
وطائرات انطونوف اوكرانية الصنع. وقد قامت الطائرة “انطونوف 148” التي تعمل بمحركين باول رحلة عام 2004 وتستطيع ان تقل حتى ثمانين راكبا مسافة 3600 كلم.
وتعرض هذا الطراز منذ دخوله الخدمة الى خمس حوادث على الاقل مرتبطة بمنظومة الهبوط، والنظام الالكتروني، وأنظمة التوجيه.
وألغى الرئيس الروسي فلاديمر بوتين لقاء كان من المقرر عقده في سوتشي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، بحسب ما نقلت الوكالات الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، على ان يجرى اللقاء في موسكو.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2016 تحطمت طائرة عسكرية من طراز توبوليف-154 كانت تقل جوقة الجيش الاحمر الشهيرة بعد اقلاعها من منتجع سوتشي على البحر الأسود، ما أدى إلى مقتل 92 راكبا كانوا على متنها.
وكان من المقرر ان تقدم الجوقة حفلا ترفيهيا للقوات الروسية العاملة في سوريا.
وكان خطأ ارتكبه الطيار هو السبب في الحادث المأسوي.