أنقرة- أعلنت تركيا اليوم الاثنين أنها أرسلت قوات خاصة إلى منطقة عفرين تحضيرا لبدء “معركة جديدة” ضد المقاتلين الأكراد في مناطق يتواجد فيها مدنيون في اطار العملية التي تخوضها في شمال سوريا.
وأطلقت أنقرة في 20 كانون الثاني/يناير عملية عسكرية بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية لقتال وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا.
وقال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن “نشر قوات خاصة يشكل جزءا من التحضيرات لمعركة جديدة قادمة”.
وتحدثت وكالة أنباء الأناضول عن دخول عدد غير محدد من قوات الشرطة والدرك الخاصة إلى المنطقة ليل الأحد.
وأفاد بوزداغ أن المعارك تتواصل في القرى والأرياف بعيدا عن وسط مدينة عفرين.
وقال في مقابلة مع قناة “ان تي في” إن “القتال سينتقل إلى مناطق حيث يوجد مدنيون فيما تضيق منطقة” القتال.
وأوضح نائب رئيس الوزراء أن لدى القوات الخاصة في بلاده خبرة في القتال في الأحياء السكنية “دون ايذاء المدنيين”.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا في سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد الدولة الكردية منذ العام 1984.
وتضع تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على لائحة “المنظمات الارهابية”.
لكن وحدات حماية الشعب الكردية تتعاون مع الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في تحالف أثار حفيظة أنقرة.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية ومسلحي المعارضة السورية أجبروا عناصر وحدات حماية الشعب الكردية على التراجع من المناطق القريبة من حدود تركيا الجنوبية في منطقة عفرين.
ومنذ انطلاقها، اعتقل 845 شخصا في تركيا على خلفية العملية بينهم 648 تم توقيفهم بتهمة “بث دعاية” مناهضة لعملية “غصن الزيتون” كما أطلقت أنقرة عليها، وفقا لما أفادت وزارة الداخلية.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن بلاده ستحاصر مدينة عفرين “في غضون أيام”.
وتبنى مجلس الأمن الدولي السبت قرارا يقضي بوقف إطلاق النار في سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المصابين والمرضى بعد القصف المكثف للنظام على الغوطة الشرقية الذي أسفر عن مقتل المئات.
وخلال مكالمة هاتفية الاثنين، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره التركي إن الهدنة يجب أن تطبق على كامل المناطق في سوريا بما في ذلك عفرين.
لكن بوزداغ أشار في وقت سابق الاثنين إلى أن القرار الأممي “لا يؤثر على عملية عفرين”.
وفي وقت لاحق الاثنين، قال اردوغان إنه على الرغم من القرار الأممي، “لم يطبق وقف إطلاق النار على مدى يومين في حين يستمر الوضع (على حاله) دون رحمة” في الغوطة الشرقية.
وقُتل أكثر من 200 مقاتل موال لأنقرة و209 من وحدات حماية الشعب الكردية منذ بدء عملية “غصن الزيتون”، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أكد سقوط 112 قتيلا مدنيا، الأمر الذي تنفيه أنقرة. وأعلن الجيش التركي من جهته مقتل 32 جنديا تركيا.