واشنطن- ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن المحقق الخاص روبرت مولر تجاوز البحث في الدور الروسي بالانتخابات الأميركية ليبدأ النظر في دور الإمارات المحتمل في شراء النفوذ السياسي بالولايات المتحدة.
ويركز مولر في تحقيقاته الحالية على شخصية اللبناني جورج نادر المعروف بصلاته مع مسؤولي الإمارات، حيث إن فريق التحقيق أجرى جلسات استجواب مع نادر منذ أسابيع.
وأوضحت الصحيفة -التي استندت في ما أوردته إلى أقوال شهود عيان مطلعين على سير التحقيقات- أن الأسئلة دارت حول دور محتمل لأبو ظبي في شراء التأثير السياسي بالولايات المتحدة، وتوفير أموال لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن أحد الأمثلة على صلات نادر القوية أنه تلقى الخريف الماضي مذكرة مفصلة من إليوت برويدي -وهو من كبار المانحين لحملة ترمب- عن لقاء خاص مع الرئيس في البيت الأبيض.
وبرويدي يملك شركة أمنية خاصة تعمل وفق عقود مع الإمارات بملايين الدولارات، وقد تحدث لترمب عن قوة شبه عسكرية تطورها شركته من أجل البلاد، وفق تعبيره.
كما أن برويدي مارس ضغوطا لإجراء لقاء “في أجواء غير رسمية” بين ترمب وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بهدف دعم سياسات الإمارات المتشددة بالمنطقة، ولطرد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من منصبه.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي تحالف مع الإماراتيين، فتبنى دعمهم القوي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل الوصول إلى العرش، واصطف كذلك معهم في نهج المواجهة مع إيران وقطر.
وفي ما يتعلق بقطر -التي تحتضن قاعدة عسكرية أميركية رئيسية بالمنطقة- فإن تبني ترمب الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية وضعه في خلاف مع وزير الخارجية وكذلك مع السياسات الأميركية المتبعة منذ سنوات.
وتقول نيويورك تايمز إن جورج نادر (58 عاما) تردد على البيت الأبيض أكثر من مرة خلال الأشهر الأولى لإدارة ترمب والتقى مقربين منه، منهم ستيف بانون وجاريد كوشنر صهر الرئيس لمناقشة السياسة الأميركية في منطقة الخليج قبيل زيارة الرئيس إلى السعودية في مايو/أيار 2017، وفق مطلعين على اللقاءات.
بروز جورج نادر
تقول الصحيفة إن شخصية نادر بدأت تظهر للعلن في تسعينيات القرن الماضي بعد ترؤسه مجلة واشنطن التي تحولت إلى منصة يعبر فيها العرب والإسرائيليون والإيرانيون عن وجهات نظرهم أمام الجمهوري الأميركي.
وفي نفس الفترة أقنع إدارة بيل كلينتون بأن لديه اتصالات قيمة مع الحكومة السورية فقام بدور سري في محاولة التوسط بعملية سلام بين إسرائيل وسوريا.
وفي منتصف العقد الماضي قضى معظم وقته في الشرق الأوسط، خاصة في العراق بعد غزو 2003، وطور علاقاته مع مسؤولين أمنيين في البيت الأبيض إبان عهد إدارة جورج بوش.
وبحلول عام 2016 أصبح جورج نادر مستشارا لولي عهد أبو ظبي، وبعد تنصيب ترمب اقترب من شخصيات البيت الأبيض مثل برويدي الذي أقام علاقات مع محمد بن زايد بوساطة نادر.