Site icon أوروبا بالعربي

لم يدخلوها سابقا.. مشردون آوتهم مساجد بريطانيا

لندن- بينما تستقر درجة الحرارة تحت الصفر ويتواصل تساقط الثلوج، تشرع مساجد عدة في بريطانيا وأيرلندا أبوابها للمشردين لتمنحهم الدفء والطعام والمأوى.

وبالتزامن مع صدور تحذيرات على أعلى درجة بشأن تساقط الثلوج، تتزايد المخاوف على أوضاع الفئات الهشة في الجنوب الغربي من إنجلترا وفي جنوب ويلز.

ومع استمرار تقدم العاصفة “إيما” جالبة معها الثلوج السميكة والرياح القوية، رفعت السلطات درجة التأهب في بريطانيا خلال الجمعة وعطلة نهاية الأسبوع.

ولأن البرد قارس جدا، فكّرت المساجد في القيام بمبادرة لمساعدة المتضررين، وفق راب نواز أكبر القيّم على مسجد مكي في شمال مدينة مانشستر.

وخلال الأيام القليلة الماضية، نظمت مجموعة من المتطوعين حملة لتزويد مشردي مانشستر بالطعام والمأوى، فمكنتهم من البقاء في المسجد واستخدام دورات المياه.

ولأن المسجد يقع في منطقة تهيمن عليها الجالية الآسيوية، تناول الضيوف المشردون وجبات تقليدية من بنغلاديش وباكستان مثل الأرز والدجاج ببهارات الكاري الحارة.

يقول أكبر إن شريحة المشردين تشهد نموا في مانشستر وذلك لأن “إجراءات التقشف في السنوات الثماني الماضية أدت إلى القضاء على خدمات الدعم التي يحتاجها الناس. إنها لم تعد موجودة”.

معاقون ومدمنون

“هذا الوضع تسبب في أن يبيت الناس في العراء. ولكن حل المشكلة لا يكمن فقط في منحهم سقفا يبيتون تحته. بعض هؤلاء الناس لديهم مشاكل عقلية، وبعضهم ضحايا عنف ومخدرات، وبينهم مهاجرون غير مسجلين، مما يعني أنه ليس لديهم الحق في الحصول على الدعم الحكومي”.

ويشدد أكبر على أن إنقاذ هذه الشريحة من التشرد يتطلب منحها حق الحصول على الخدمات وليس تمكينها من قضاء ليلة في مكان ما، مضيفا “للأسف، نتيجة لخفض ميزانيات السلطات المحلية لم تعد لدى (المجالس البلدية) الموارد” المالية الكفيلة بعلاج مثل هذه المشاكل.

ومساء الخميس الماضي كان جيمي واحدا من أربعة مشردين ناموا داخل مسجد مكي شمال مدينة مانشستر.

يروي جيمي أنه مدمن مخدرات ولم يدخل مسجدا في حياته وأنه كان منشغلا بالتفكير في طريقة للحصول على بعض الهروين أو مخدر الكراك إلى أن قدم شخص وعرض عليه المبيت داخل المسجد.

“لقد أشعروني بأنني موضع ترحيب. أعطوني الطعام والشراب. الشيء الذي لا يمكن أن يمنحنا إياه المجلس البلدي”.

ويقول جيمي إن الإعلام دائما ما يصور المساجد على نحو سلبي، “غالبا نرى الصورة النمطية عن المساجد. ولكن ليس كل إنسان على ذلك النحو. لم يشجعني أحد على أن أكون متطرفا”.

ويختم أن كل ما في الأمر هو أن القائمين على المسجد يسألون نزيلهم: هل أنت جائع؟ هل أنت بخير؟

كارثة التشرد

ومثل مسجد مانشستر، وجد المشردون أنفسهم موضع ترحيب في جوامع ليدز وأولد هام وفينسبري بارك وكانتربيري ودبلن.

وفي حديث لرايو “أف أم 98- دبلن”، قالت مسؤولة الشؤون الخيرية في المركز الثقافي الإسلامي بأيرلندا إنهم سيوفرون فريقا أمنيا للقيام بالمهمات في الليل. وأوضحت أن طاقم الصيانة على أهبة الاستعداد لضمان تدفئة المبنى لا سيما في الجزء الأخير من الليل.

وحسب تقرير لمنظمة “الأزمة” الخيرية، فإن ارتفاع أعداد الذين يعيشون دون مأوى بات يمثل كارثة في بريطانيا.

وطبقا لمعلومات أعلنت عنها الحكومة الخريف الماضي، فإنه يمكن العثور على نحو 5 آلاف شخص ينامون في العراء، وهو ما يعني تضاعف أعداد المشردين مقارنة بالوضع في 2010.

وتقول منظمة الأزمة التي تدعم فئة المشردين إن حوالي 8 آلاف ينامون حاليا في الشوارع، وإن الرقم سيرتفع إلى 15 ألفا بحلول 2026 “إذا لم يتغير شيء”.

Exit mobile version