كارلوس بوغديمون
كارلوس بوغديمون الزعيم الكتالوني الهارب من أيدي الحكومة مازال يواجه شبه الاعتقال ومازال لا يستطيع جمع التأييد الأوروبي والدولي الكافي من أجل إقامة دولته التي ينشدها، سنوات طويلة في الحرب مع السلطة في مدريد ولكن ماذا بعد كل هذا، اعتقال على الحدود بين الدنمارك وبلجيكا وبأيدي شرطة ألماني وفقاً لمذكرة اعتقال أوربية يطيح بالعقل المدبر للمشروع الانفصالي الكتالوني.
كارلوس بوغديمون الهوية والمشروع
كارلس بوغديمون لم يكن معروفاً في عالم السياسة أو حتى لم يسمع عنه أحد قط على الرغم من تصدر خبر اعتقاله اليوم أخبار الصحف الأوربية، شهرته الواسعة حالياً أتت بعد أن تسلم زعامة إقليم كاتالونيا بانتخابات محلية ضمن الإقليم، نزعته الانفصالية التي تكاد لا تنفك عنه برزت ومنذ اللحظات الأولى لتوليه السلطة وبالفعل كما توقع المراقبون فإن كارلوس بوغديمون لم يتأخر قبل أن يفصح عن مشروعه المرتبط بعزل كتالونيا عن العاصمة مدريد، متهماً الحكومة في مدريد بنهب خيرات الإقليم وممارسة ضغوطات مرتبطة بالحريات على الإقليم، كل تصريحاته وإن كانت خطيرة غير أنها لم تكن تلقى اهتمام الحكومة إلى أن خطى أخطر خطواته في أثناء فترة توليه رئاسة الإقليم وهو إعلان اجراء استفتاء محلي حول انصال الإقليم عن الحكومة المركزية في مدريد، وبالفعل لم تكن تلك مجرد تصريحات إنما تحولت تلك التصريحات إلى عملية استفتاء شعبية ضمن كافة مدن الإقليم وجاء التصويت بصالح الانفصال ليعلن كارلوس عن انفصال الإقليم ويطلب من دول أوربا ومجلس الأمن توفير الحماية للإقليم من أي من ردة فعل تأتي من طرف الحكومة المركزية.
بالفعل تم تجميع الشرطة الاسبانية وتوجهت إلى الإقليم لاستعادة الأمن وإبطال المشروع الانفصالي ليهرب كارلوس بوغديمون إلى فلندا ومن ثم تصدر مذكرة ملاحقة قضائية له وبعدها منذ عدة أشهر وبوغدديمون يتنقل بين دول أوربا في سعي منه لحشد التأييد الأوربي غير أن الرفض كان هذه المرة بقرار جماعي من أوربا، وبالفعل بات محاصراً لينتهي به المطاف معتقلاً على الحدود الدنماركية البلجيكية.
هذا ويواجه كارلوس اليوم حكماً قضائياً قد يصل به إلى السجن لمدة ثلاثة عقود كاملة وهو الأمر الذي يتوقعه الكثيرون بالنظر إلى ثقل الملف الذي يدينه، وتبقى التكهنات مفتوحة حول ردة فعل الكتالونين وحول إمكانية خروج مظاهرات في الأيام المقبلة وحتى حول مدى إمكانية تحقيق حلم كالوس بوغديمون في إقامة دولة كاتالونيا.
