الفيليبين تسعى لحل أزمة العمالة مع الكويت
مانيلا- أوروبا بالعربي
رحبت الفيليبين اليوم الثلاثاء بالبادرة التصالحية الأخيرة للكويت في أزمة العمالة المنزلية بين البلدين، وذلك بعد أيام على إعلان الرئيس رودريغو دوتيرتي حظرا دائما على سفر عمال بلاده إلى الكويت.
وتعمّقت الأزمة بعدما أمرت السلطات الكويتية الأسبوع الماضي سفير مانيلا بالمغادرة على خلفية تسجيلات مصورة أظهرت موظفين في السفارة الفيليبينية يساعدون العمال على الهروب من أرباب عمل يعتقد أنهم يسيئون معاملتهم.
وكان دوتيرتي قد فرض في شباط/فبراير حظرا جزئيا على سفر العمال من بلاده إلى الكويت بعد مقتل عاملة منزلية فيليبينية عثر على جثتها في ثلاجة. وأعلن الاحد ان الحظر على سفر العمالة سيكون “دائما”، موضحا “لن تكون هناك عمليات توظيف خصوصا للعمالة المنزلية”.
وقال مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح للصحافيين الاثنين “هناك جزء كبير من سوء الفهم والتضخيم والمبالغة لبعض الأحداث البسيطة أو الفردية”.
ورحب وزير الخارجية الفيليبيني آلان بيتر كايتانو الثلاثاء بهذا الموقف.
وقال كايتانو في بيان “هذه البادرة من جانب الكويت، الدولة التي لدينا معها تاريخ مشترك وعلاقات قوية بين الشعبين، ستسمح لنا بالمضي قدما”.
وأضاف “نؤكد على صداقتنا مع حكومة الكويت وشعبها. إن قوة هذه الصداقة ستصمد بوجه سوء التفاهم هذا”.
واعتذر كايتانو الاسبوع الماضي “لعمليات إنقاذ خادمات معتدى عليهن من بيوت مخدوميهن”، لكن الكويت وصفت ذلك “بالتعدي على سيادتها وقوانينها” قبل أن تطرد السفير الفيليبيني وتستدعي سفيرها من مانيلا.
وقبل تأزم العلاقات، كانت الكويت والفيليبين تتفاوضان على قانون عمل من شأنه رفع الحظر عن سفر الفيليبينيين للعمل في الدولة الخليجية.
وكرر الرئيس دوتيرتي الثلاثاء في خطاب له بمناسبة عيد العمال اشتراطه بأن تطبق الكويت المزيد من تدابير الحماية حتى يمكن للأزمة أن تنتهي.
وقال دوتيرتي “نبذل مساع لتأمين حماية أفضل للعمال المهاجرين خاصة في المجموعات الضعيفة منهم مثل الخدم وعمال المنازل في الشرق الأوسط”.
وأضاف بأن اجراءات الحماية يجب أن تشمل ضمانات بالسماح للخادمات الفيليبينيات بالاحتفاظ بجوازات سفرهن وهواتفهن التي يصادرها بعض أرباب العمل.
وكرر دوتيرتي عرضا بنقل مجاني للفيليبينيين العاملين في الكويت الراغبين في العودة إلى ديارهم واعدا بتقديم المساعدة لهم عند العودة.
وقال “سنكون معبئين حتى عودة كل من يرغب” بالعودة.
ويعمل نحو 262 ألف فيليبيني في الكويت، حوالى 60 بالمئة منهم في العمالة المنزلية، وفق وزارة الخارجية في مانيلا، بينما يعمل اكثر من مليوني فيليبيني في دول الخليج.
وأرسلت الفيليبين الملايين من مواطنيها للعمل في الخارج أملا في رواتب لا يمكنهم الحصول عليها في دولتهم الفقيرة نسبيا.
وتمثل تحويلاتهم المالية إلى بلادهم نحو 10 بالمئة من اقتصاد الفيليبين.