جنيف- أوروبا بالعربي
قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا اليوم إن الحرب السورية مستمرة دون هوادة على الرغم من انخفاض عدد المدنيين المحاصرين، محذرا من تفاقم محتمل في الصراع بمحافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وذكر إيجلاند إن ملايين المدنيين لا يزالون محاصرين وسط الصراع الدائر منذ أكثر من سبع سنوات وإن كثيرين ممن فروا من مناطق المعارك اضطروا للجوء إلى مخيمات تنوء بالنازحين في إدلب بشمال غرب البلاد.
ويخشى مسؤولون في جماعات المعارضة المسلحة من شن القوات الحكومية السورية وحليفتيها روسيا وإيران هجوما على إدلب وهو ما تقول عنه منظمات الإغاثة إنه قد يتسبب في معاناة للمدنيين على نطاق أوسع من حصار حلب العام الماضي.
وقال إيجلاند للصحفيين “لا يمكن أن تكون لدينا حرب في إدلب. أواصل قول ذلك الآن لروسيا ولإيران ولتركيا وللولايات المتحدة ولأي طرف قد يكون له تأثير”.
ودعا إلى إجراء مفاوضات لحماية المدنيين وقال إن ضربات جوية تعرضت لها إدلب في الآونة الأخيرة هي نذير شؤم.
وتسير الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد منذ تدخلت روسيا في صفه عام 2015. واستعاد الأسد السيطرة على القسم الأكبر من البلاد بمساعدة روسيا وإيران بعد أن كانت المساحة التي يسيطر عليها أقل من خمس سوريا في 2015.
ومحافظة إدلب هي أكبر منطقة مكتظة بالسكان لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة التي تقاتل حكومة دمشق. وتدفق سوريون إلى إدلب بمعدلات متسارعة على مدى العامين الماضيين من مناطق استعاد الجيش السيطرة عليها.
وقال إيجلاند إن نحو 11 ألف سوري لا يزالون تحت الحصار فيما توجد صعوبة في توصيل المساعدات الإنسانية إلى نحو مليونين مقارنة مع 625 ألف محاصر و4.6 مليون شخص يصعب الوصول إليهم قبل عام.
وقال إيجلاند للصحفيين “القول بأن هذه الحرب تنحسر قول خاطئ تماما. هذه الحرب مستمرة وما زالت رحاها تدور وسط السكان المدنيين”.
وأضاف إيجلاند أن هناك تقارير عن اتفاقات لإجلاء الناس من بعض ما تبقى من مناطق محاصرة بما فيها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق.
وتابع إيجلاند أن هؤلاء الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم سيتوجهون على الأرجح إلى إدلب في إطار اتفاقات يتم إبرامها دون مشاركة الأمم المتحدة أو أي هيئات إنسانية.
وبموجب تلك الاتفاقات بين مسلحي المعارضة والحكومة يسمح للمسلحين الذين يواجهون هزيمة عسكرية بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال إنه سيكون من الأفضل حمايتهم حيث يوجدون نظرا لأن إدلب باتت مكتظة عن آخرها بالنازحين الذين يقيمون في العراء وفي مخيمات مزدحمة أو مراكز تجميع تغص أيضا بالمدنيين.
ومضى إيجلاند يقول “إنهم يأتون الآن في الساعة الثانية من فجر كل يوم ويواجه كل منهم صعوبة في إيجاد سرير”.
ولا يذهب كل الناجين من المناطق المحاصرة إلى إدلب. وقال إيجلاند إن هناك نحو 40 ألف شخص ما زالوا يعيشون في مخيمات في الغوطة الشرقية في ظل تقارير تفيد بمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و65 عاما من المغادرة. وأضاف أن قيودا صارمة فرضت على إمكانية وصول مساعدات الأمم المتحدة.
وثمة تطور إيجابي نادر هو نظام مناطق “عدم الاشتباك” الذي يزود الأطراف المتحاربة بمعلومات عن أماكن وجود المستشفيات وغيرها من مواقع المساعدات الإنسانية. وهذا العام تم إضافة 500 موقع آخر إلى 160 موقعا موجودا بالفعل في ذلك النظام.
لكن وقعت أربع غارات جوية على مواقع بمناطق عدم الاشتباك هذا العام. وقال إيجلاند إن روسيا قدمت للأمم المتحدة تقارير بشأن غارات جوية على مستشفيين في مارس آذار. وأضاف أنه يريد أيضا تقارير عن ضربات لمستشفيات في شمال حمص الأسبوع الماضي.
ومضى يقول “إذا لم تكن هناك محاسبة فإن هذا النظام لن ينجح. أنا أرفض الاستسلام”.