هكذا يعرف فيسبوك المتطرفين على بعضهم البعض
لندن- أوروبا بالعربي
ساعد موقع “فيسبوك” في تعريف آلاف أعضاء تنظيم “داعش” الإرهابي على بعضهم البعض، عن طريق ميزة “الأصدقاء المقترحين” Suggested Friends، وبالتالي مساعدتهم في التواصل وضمّ مؤيدين جدد، علماً أن الشبكة الاجتماعية الأكبر متهمة بالفشل في إزالة المحتوى المتطرف.
ووجد باحثون حللوا نشاط مؤيدين لتنظيم “داعش” في 96 دولة أن الأشخاص المتعاطفين مع المتطرفين يُقدمون روتينياً إلى بعضهم البعض عبر ميزة “الأصدقاء المقترحين” في الموقع، وفقاً لصحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية.
تجدر الإشارة إلى أن “فيسبوك” يستخدم خوارزميات متطورة هدفها تسهيل التواصل بين الأشخاص الذين يتشاركون الاهتمامات نفسها.
ويجمع الموقع تلقائياً معلومات كثيرة شخصية عن مستخدميه، ثم تستغل لاحقاً في توجيه الإعلانات وتعريف الأشخاص على بعضهم البعض على الشبكة.
ولكن من دون إجراء فحوصات فعالة على المعلومات التي تتم مشاركاتها، يستطيع المتطرفون استغلال الموقع للاتصال مع المتعاطفين.
في هذه الأثناء قال خبراء إن خدمة التعارف والمواعدة التي أعلنت عنها شركة “فيسبوك” حديثًا “ربما تنتهك خصوصية المستخدمين.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن نيك هايز، المحلل البارز في مؤسسة “فورستر” البحثية الأميركية، قوله “هناك قدر كبير من الغموض حول الإجراءات التي سيتخذها موقع فيسبوك لحماية خصوصية المستخدمين”.
وأضاف: “الإرشادات حول أدوات استخدام خاصية المواعدة قد تساعد المستخدمين على الشعور بالمزيد من الأمان أو يميلون إلى مشاركة المعلومات، ولكن ليس من الواضح حتى الآن كيف سيقوم فيسبوك بحماية خصوصية المستخدم”.
وفي السياق نفسه، قالت ديبرا ويليامسون، المحللة البارزة في شركة “إي ماركتر” للأبحاث، إن “شركة فيسبوك تحتاج إلى أن تكون شفافة في ما يتعلق بكيفية استخدام بيانات مستخدميها أو من يطلع عليها”.
وأضافت: “سيكون ذلك اختبارًا جيدًا لما إذا كانت شركة فيسبوك بإمكانها إطلاق خدمة إيجابية ومدروسة من حيث الحفاظ على خصوصية المستخدمين”.
وتسمح الخدمة الجديدة لمستخدمي “فيسبوك” بإنشاء حساب خاص للمواعدة، بعيدًا عن الموقع الأصلي، مع تبادل معلومات شخصية بين الأشخاص عبر حساباتهم بهدف التعارف والارتباط العاطفي.
وأفادت “فيسبوك” بأنها ستجرب هذه الخدمة في وقت لاحق من العام الجاري، مع وضع عدة احتياطات للحفاظ على الخصوصية لمعالجة أي مخاوف.
وتأتي هذه المخاوف بعد أن طاولت الشركة أخيرًا اتهامات بانتهاك خصوصية المستخدمين عبر شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية ومقرها لندن.
وتواجه الشركة البريطانية اتهامات بالحصول على بيانات 87 مليون مستخدم لـ”فيسبوك” بطريقة غير قانونية ودون علمهم، بغية وضع برمجية لتحليل الميول السياسية للناخبين.