إسلام أباد- أوروبا بالعربي
يتعافى وزير الداخلية الباكستاني إحسان اقبال الاثنين في المستشفى من إصابة تعرض لها جراء ما يبدو أنه محاولة اغتيال يرجح ارتباطها باتهامه بالتجديف وتلقي بظلالها على المشهد السياسي قبل الانتخابات التشريعية المقررة هذا الصيف.
وتعرض اقبال (59 عاما) مساء الاحد إلى إطلاق نار أصاب ذراعه اليمنى أثناء مغادرته تجمعاً عاماً في دائرته في إقليم البنجاب.
وعرفت الشرطة المهاجم على أنه يدعى “عابد حسين” وأشارت إلى أنه في مطلع العشرينات من عمره وتمكن عناصر الأمن وأشخاص تواجدوا في المكان من تثبيته في الأرض بينما كان على وشك إطلاق النار مرة ثانية. وسيمثل أمام محكمة مكافحة الإرهاب الاثنين.
ولا تزال الشرطة تحقق في الهجوم. وأفاد نائب مفوض الشرطة في المنطقة علي عنان قمر بأن مطلق النار قال انه تأثر بجدل أثير العام الماضي بشأن تعديل بسيط على القسم الذي يؤديه المرشحون للانتخابات. وربط أصوليون هذا التعديل بقضية التجديف التي تعد حساسة للغاية في باكستان ما اضطر الحكومة إلى التراجع سريعا عنه.
واثر الخلاف، نظمت مجموعة إسلامية لم تكن معروفة اعتصاما استمر لثلاثة أسابيع في تشرين الثاني/نوفمبر حيث أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة إسلام آباد.
وانتهى الاعتصام عندما خضعت الحكومة لمطالب المحتجين بما في ذلك إقالة وزير العدل اثر اتفاق رعاه الجيش.
وأثار الأمر قلق العديد من الباكستانيين والمراقبين لاعتباره سابقة خطيرة قد تمكن المجموعات المتطرفة من لوي ذراع الحكومة لصالحها بحجة التجديف.
وضغط إقبال المعروف بدفاعه عن الأقليات الدينية المضطهدة في باكستان للتفاوض على تسوية لإنهاء النزاع. وكان ندد بالماضي بالخطابات التحريضية ضد مجموعات على غرار الأحمديين، وهي أقلية إسلامية كانت في قلب الخلاف المرتبط بالقسم.
وأفادت الشرطة أنها تحقق في الرابط بين حسين والأزمة آنذاك، بما في ذلك صلته بالمجموعة التي نظمت الاعتصام.
وبعد إطلاق النار، نُقل إقبال إلى أقرب مستشفى في المنطقة قبل أن يتم نقله جوا إلى لاهور حيث ظهر في تسجيل مصور نشره حزبه الحاكم (الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز) اثناء إخراجه من المروحية على نقالة وهو واع ويجيب على الأسئلة.
وأجرى الأطباء عملية جراحية له حتى ساعات الصباح الأولى، وفق ما أفاد أحد اعضاء الفريق الطبي المسؤول عنه والمكون من خمسة أشخاص شفقت وسيم شاودري.
وقال “وضعه مستقر الآن. لكن سيمكث في (وحدة العناية المركزة) ليومين”.
وسارع المجتمع الدولي لإدانة الاعتداء في وقت أعرب الباكستانيون عن خشيتهم من أنه شكل محاولة لتقويض الديموقراطية قبيل الانتخابات الفدرالية التي يتوقع أن تجري نهاية الصيف الحالي.
وإقبال، الذي كان مرشحا لتولي رئاسة الوزراء بعد إقالة شريف في تموز/يوليو، هو نائب تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وينحدر من عائلة سياسية لطالما كانت على صلة وثيقة بالرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح نواز.
وشغل في الماضي منصب وزير التخطيط حيث يعد العقل الذي يرسم أجندة تطوير الحزب.