عواصم- أوروبا بالعربي
أطلق مغردون عرب حملات تغريد واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي دعما للحجاج القطريين ورفضا لسلوك السلطات السعودية ضدهم، مطالبين بوقف تسيير أداء المشاعر الدينية في بلاد الحرمين.
وفرضت السلطات السعودية قيودا خاصة على المواطنين القطريين الذين يرغبون في أداء شعيرة الحج لهذا العام على خلفيات سياسية تتعلق بأزمتها مع الدوحة وفرض حصار عليها منذ نحو عام.
وتضمنت القيود التي أعلنتها السعودية حظر منح تأشيرة الحج لغير المقيمين في قطر وأن يكون دخول الحجاج إلى المملكة عن طريق مطارين محددين، وأن تكون الطائرات قادمة من الدوحة.
وقالت منظمات حقوقية إن قيود الرياض من شأنها أن تعيق الكثير من القطريين عن ممارسة شعيرة الحج بسبب عدم تواجدهم في قطر لأغراض العمل أو الدراسة أو غيرهما.
وأضافت المنظمات أن هذه القيود تعد “انتهاكا لحق الإنسان في ممارسة شعائره الدينية كما ورد في المادة (18) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المواثيق والاتفاقيات المعنية”.
وتابعت أنه في حين تؤكد المملكة دائما حرصها على تسهيل إجراءات الحج فإنها في الواقع “تعيق آلاف القطريين عن ممارسة حقهم في أداء شعائرهم الدينية”.
وردا على قيود السعودية أطلق مغردون عرب حملات تغريد واسعة تحت هاشتاغ (#الحجاج_القطريين) و(#لا لتسييس المشاعر) طالبوا خلالها الرياض بوقف إجراءاتها التعسفية بحق الحجاج من قطر وغيرهم من الدول وفصل الشعائر الدينية عن أي خلافات.
وكتب مغرد أن “منع المسلمين من أداء مناسك الحج أو العمرة – بصرف النظر عن الأسباب – هو عمل غير مقبول لأنه بمثابة قطع سبيل الله وعباده عن أداء شعائرهم”.
وقال أخر “مدفوعا باستمراء الافتراءات والأكاذيب والمغالطات، يحاول إعلام دول الحصار المفروض على قطر تصوير الباطل حقا والحق باطلا حتى لو كان الأمر يتعلق بالركن الخامس من أركان الإسلام”.
فيما شدد مغرد على أنه “في سوق التضليل والمغالطة لدول الحصار، تغفر الرياض لإيران مطالبها القديمة المتجددة بتدويل الحج، بل تتغاضى عن ذكر طهران تماما مقابل إلصاق هذا المطلب بدولة قطر”.
وعلق مغرد على قيود السعودية متسائلا “مكة و المدينة.. مهوى القلوب و تجمع الأفئدة المؤمنة من كل فج عميق ، يجب أن تكون إدراة هذا الموسم العظيم بيد هيئة إسلامية مشتركة لا تعترف بسفاهات السياسة .. كيف يكون الغرض من الحج تجميع المسلمين و نحن نمنع جزءًا منهم عن أدائه”.
فيما سخر مغرد “من الغريب أن يصبح الحج جمهوريا أو ديمقراطيا: أن نجد في يوم ما الحج قصرا على أغلبية ملكية دون إعطاء الحق لأقلية حزبية معارضة و السماح للأغلبية الحاكمة بإختيار قوائم الحجاج قصرا على الشعب الموالي، و ممن يطيعون أولي الأمر بتفان “.
واكد مغردون أن “ما يتعرض له الحجاج قد يكون أكثر إضرارا ً بالمملكة مقارنة بما ستكسبه بالمنع ثم المنح، فبعض الدول قد ترى أن رعاياها ليسوا بمنأى عما تعرض له هؤلاء، ما سيعود سلبا ً على علاقاتها بالأولى”.
وأبرز مغرد أخر أن “الحقيقة التي أفرزها الحصار الظالم على دولة قطر من قبل السعودية عدم قبول الشعب السعودي لهذا الحصار وأخص بالذكر شريحة علماء الدين حيث تم اعتقال عدد من كبار العلماء لرفضهم سلوك حكام المملكة تجاه قطر وهذا دليل على إفلاس سياسة المملكة”.
فيما كتب أخر متسائلا “مالم أفهمه حتى الآن أحقية منع حجيج هذه الدولة أو تلك من تأدية مناسك الحج أو ليست مكة قبلة لجميع المسلمين؟”.
ووافقه مغرد أخر بالقول “إن تسييس أي أمر من الدين قد يُعَد سيئا إلا أن تسييس الحج فضيع، فهو يجعل من هذه الشعيرة مصدرا ً للفُرقة والتضارب بينما شريعة السماء جعلتها محلا ً للاجتماع وموطنا ً لتجاوز جميع الفوارق بين الناس مهما بلغ شرف مناصبهم أو أعراقهم”.
وكتب مغرد “لم تكتب الكعبة باسم عائلة مالكة وانما هي للمسلمين جميعا، ولا يحق لأحد أن يحرم مسلم من أداء فريضة قد كتبها الله على المسلمين “.
وفي السياق ذاته كتب مغرد “لابد أن الحج القادم يوحي بإرهصات أعدى من هذا العام، احتكار مضمار شعيرة الحج وتحجير المؤمنين من طرف ال سعود. وكأنه يظنون أنهم يمثلون المسلمين، أو أنهم موكلون على كل من توجه إلى القبلة”.
وكتب أخر بنفس الرأي ” ما إن تجرعنا سم احتكار آل سعود لعائدات الحج ، حتى أصبحنا أمام قاعدة ” الحج للجميع ” لكن يستثنى منها “من يعادي آل سعود . وكأننا أمام ملك خاص !!”.
وتساءل مغرد “و لله على الناس حج البيت، الحج ركن من أركان الدين وشعيرة فرضها رب العالمين لنا كمسلمين أجمعين .فلماذا ثم لماذا.؟ يتم تسيسه وتحريمه لأخرين “.
وشدد مغردون على أن الحج من أعظم الشعائر الدينية وأكثرها روحانية وتقربا من المولى عز وجل فيه تتساوى الناس على اختلاف أطيافها وجنسياتها لا يحق لأي كان أن يخضع ركنا من أهم اركان الاسلام الى التسييس.
وقال مغرد بهذا الصدد “لقد شرع الله الحج لمحو أسوار العنصرية وطمس التفرقة الجنسية، ولتذكير العالم بأن العالم متحد في روحه ووحيه، فكل سعي لتدمير أصالته لا يعود إلا بالفشل العقيم”.
ووافقه مغرد أخر بالقول “َمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)(سورة الذاريات) ان تسييس الحج واخضاعه للرغبات والاهواء سوف يحرم المسلمون من اداء فريضة الحج وهذا بحد ذاته مخالفة لما امر الله به “.
وكتب اخر “الحج من أعظم وأقدس الشعائر الدينية التى وضعها الله لإذابة جميع الاختلافات بين عباده فإذ بالسعودية تأتي وتنتهك هذا الركن العظيم بححج واهية”.
فيما قال مغرد إنه “مما يؤسف له ان دول الحصار استخدمت الفكر الميكافيلي في محاولة من السعودية خصوصا لأخضاع القرار القطري لسيطرتها واستخدمت شعار الغاية واتبعت كافة الوسائل(الغير مشروعة) من بينها مكرمة الحج للوصول لمبتغاها وهو مصادرة القرار القطري وفشلت”.
فيما أكد مغرد أنه لا يحق للسعودية منع أي مسلم من أداء الشعائر الدينية قائلا” الله سبحانه وتعالى منَّ على هذه البلاد بالشرف والبركة حينما اختارها حاضنة للكعبة المشرفة ، لكن هذا لا يمنحها الحق بأن تمنع شعب قطر عن أداء مناسك الحج”.
وكتب مغرد قطري بنبرات شكوى لله “أيا ابراهيم قد أقبلت لنداء ربك ملبيا،لي ذنوب قد اثقلت كاهلي وخطايا ارقت محياي، لكني اتيت والباب موصد والحارس ابى ادخالي لالبي نداء الرحمن، وما ذنبي الا وسوسة الشيطان في اذن الوالي ،وعدت خائبا اشكو الى مولاي ما أجد”.
وقارن مغرد بين إغلاق إسرائيل المسجد الأقصى في وجه مسلمي فلسطين وإغلاق السعودية المسجد الحرام في وجه مسلمي قطر متسائلا عن الفرق، فيما تساءل مغرد باستنكار شديد “لماذا يؤتى بالحج المقدس إلى حلبة الصراع السياسي؟”.