مدريد- أوروبا بالعربي
فشل فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد في إخفاء شعوره بالصدمة وعدم الارتياح إثر القرار المفاجئ للفرنسي زين الدين زيدان بالرحيل عن منصب المدير الفني للفريق
وكان رحيل زيدان أمرا غير متوقع لبيريز، خاصة مع تتويج الفريق قبل خمسة أيام بلقب دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي تحت قيادة زيدان، وهو إنجاز غير مسبوق لأي مدرب في تاريخ المسابقة القارية
ويبدو أن صدمة بيريز تتمثل في أن الفترة التي كانت تشبه الحلم بالنسبة للفريق قد انتهت.
فقد قضى الريال فترة بدا فيها وكأنه يعيش واقعين مختلفين، حيث تحدى الفريق واقع تراجع نتائجه على المستوى المحلي، وواصل التألق أوروبيا حتى نجح في الفوز بدوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي ورفع رصيده من الألقاب في تاريخها إلى 13 متربعا في صدارة سجل الأبطال.
ويعني رحيل زيدان عن المنصب أنه يفترض على النادي البدء على الفور في التعامل مع قضايا لم تكن تطفو على السطح خلال تواجد المدرب الفرنسي بالمنصب وقيادة الملكي لمنصات التتويج.
وتأتي مهمة الاستقرار على المدرب الجديد القادر على مضاهاة ما حققه زيدان الذي فاز مع الفريق بتسعة ألقاب خلال موسمين ونصف الموسم، في مقدمة المهام التي يواجهها بيريز.
ولكن المشكلة الأكثر أهمية تتمثل في كيفية التعامل مع حقيقية تقدم عمر عدد من أبرز لاعبي الفريق الملكي، وهو ما يحتم إعادة البناء وتجديد دماء الفريق.
وحقق الريال الفوز في المباراة النهائية لدوري الأبطال، على ليفربول الإنجليزي 3 / 1 في العاصمة الأوكرانية كييف يوم السبت الماضي، بمشاركة النجوم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وسيرجيو راموس ولوكا مودريتش وكيلور نافاس، الذين تجاوزت أعمارهم 30 عاما.
ورغم أن نجاح الملكي في الفترة الأخيرة كان قد أجل إثارة تلك القضية، لا شك في أن المدرب الذي سيخلف زيدان سيواجه مهمة في غاية الصعوبة من أجل إعادة بناء الفريق وربما يتضمن ذلك تشكيل قوة هجومية جديدة بشكل كلي.
وبات خط هجوم الريال الذي عرف باسم “بي بي سي” قريبا للغاية من التفكك بعد أن ألمح رونالدو وجاريث بيل إلى احتمالات رحيلهما الفوري عن الفريق، عقب نهائي دوري الأبطال، بينما واجه بنزيما انتقادات حادة ومتواصلة لفترة طويلة وكان زيدان هو الداعم له ومن المؤيدين القليلين لدوره في صفوف الملكي.
وذكرت صحيفة “ماركا” إن رونالدو أبدى استياء شديدا إزاء رحيل زيدان، المدرب الذي يكن له النجم البرتغالي احتراما كبيرا وكان يرتبط به بعلاقة جيدة منذ توليه المنصب.
وذكرت الصحيفة المدريدية “كريستيانو صدم بهذه الأنباء والآن عليه التعامل مع حقيقة أن زيدان لن يكون حاضرا في مستقبله مع ريال مدريد”.
وتوقعت الصحيفة استمرار رونالدو ، حيث ذكرت “ريال مدريد لا يمكن أن يسمح لزيدان ورونالدو، اللذين يشكلان رمزين للفريق، بالرحيل في الوقت نفسه”.
وبعد موسم أنهاه ريال مدريد في المركز الثالث بالدوري الإسباني بفارق 18 نقطة خلف غريمه برشلونة المتوج باللقب، انتظر زيدان لحين الاستمتاع بلحظات المجد من جديد، عبر دوري الأبطال، كي يعلن بعدها قراره بالرحيل.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن عدد من المدربين المرشحين لخلافة زيدان وكان أبرزهم ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام الإنجليزي ويواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني بطل العالم وماسيلميليانو أليجري مدرب يوفنتوس الإيطالي.
وأيا كان المدرب الجديد للملكي، سيواجه مهمة شاقة وعملا هائلا في واحد من الأندية صاحبة أعلى معايير على مستوى العالم من حيث متطلبات وطموح جماهيرها.