بعد إيرباص.. بي إم دبليو تهدّد بالانسحاب من بريطانيا
لندن- أوروبا بالعربي
بعد إنذار العملاق الأوروبي “إيرباص” بالخروج من بريطانيا في حال لم تتوصّل لندن إلى اتفاق شامل مع بروكسل حول “البريكسِت”، جاء دور مصنّع السيارات “بي. إم. فيه” (بي. أم. دبليو) بالتهديد بالانسحاب من الجزيرة أيضاً.
وتطالب الشركة الألمانية / متعددة الجنسيات، الحكومة البريطانية بتوضيح موقفها من مسائل منها التنظيم الجمركي والسوق الأوروبية المشتركة وشكل العلاقة التجارية المستقبلية مع بروكسل، خلال أشهر.
وتوظّف بي. إم. دبليو نحو ثمانية آلاف شخص على الأراضي البريطانية، وهي الشركة المصنّعة لسيارات “رولز رويس” وميني كوبر، ما يهدد وظائف الآلاف.
وفيما تقول حكومة تيريزا ماي إنها قادرة على التوصل إلى اتفاق تجاري مناسب للقطاع الصناعي مع الاتحاد الأوروبي، ليس من الواضح بعدُ كيف سيكون شكل هذا الاتفاق، لا سيّما أن رئيسة الحكومة البريطانية تستبعد البقاء في الاتحاد الجمركي.
وأصدرت إيرباص تحذيراً لبريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي، قائلة إن الانسحاب بدون صفقة تجارية مستقبلية سيجبرها على إعادة النظر في وضعها واستثماراتها على المدى الطويل في المملكة المتحدة.
واعتبرت إيرباص أن خطط الفترة الانتقالية، والتي تنتهي في كانون الأول/ ديسمبر 2020، ما زالت قصيرة الأجل وهزيلة للغاية بحيث يتعذر على الشركة التخطيط لتعديل سلسلة التوريد الخاصة بها وتطويرها في المملكة المتحدة.
وقالت إيرباص ، التي تصنع أجنحة لجميع طائرات الركاب في المملكة المتحدة، إن مغادرة بريطانيا للسوق المشترك والاتحاد الجمركي بشكل فوري ودون أي خطة انتقالية متفق عليها، من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب حاد في الانتاج وربما إعاقته في المملكة المتحدة.
وقال توم وليامز، رئيس العمليات في شركة إيرباص التجارية للطائرات، “ببساطة، سيناريو غياب اتفاق يهدد بشكل مباشر مستقبل الشركة في المملكة المتحدة”. وأضاف في بيان دون الكشف عن تفاصيل أن ايرباص تسرع من اتخاذها إجراءات للحد من المخاطر.
ويقول محللون إنه من غير المحتمل أن تنسحب شركة ايرباص من المملكة المتحدة فجأة بسبب طلبات ولوائح انتظار قائمة، لكنها قد تعيد النظر بشأن صفقات مستقبلية محتملة لجيل جديد من الطائرات. ويُنظر إلى ألمانيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية على سبيل المثال كبدلاء محتملين.
يذكر أن إيرباص تعمل في خمسة وعشرين موقعاً مختلفاً في المملكة المتحدة ويبلغ عدد موظفيها هناك حوالي 15000 موظف، كما قامت بتدريب أكثر من 4000 شخص خلال الأعوام العشرة الأخيرة ضمن برامج تعاون مع نحو عشرين جامعة بريطانية.
ومن المقرر أن تنسحب المملكة المتحدة بشكل نهائي من الاتحاد الأوروبي في أذار/ مارس من العام المقبل، ولكن حيثيات الانسحاب، خصوصاً فيما يتعلق بالمستقبل التجاري بين لندن وبروكسل، ما زالت تثير مخاوف كثيرين.