باريس- أوروبا بالعربي
اتهمت السلطات الفرنسية اليوم جماعة من اليمين الفرنسي المتطرف تطلق على نفسها اسم “فعل القوات العملياتية” كانت ستُقْدم، عاجلا أو آجلا، على تنفيذ أعمال عنف بحق مسلمين بفرنسا.
وقالت مصادر قضائية فرنسية إنه تم اعتقال عشرة أشخاص (تسعة رجال وامرأة واحدة) ينتمون لليمين المسيحي المتطرف كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تستهدف تجمعات للمسلمين.
ونقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن مصدر مطلع قوله إن الجماعة كانت تنوي “استهداف مسلمين متشددين، من بينهم بعض الأئمة”، وذلك ردا على العمليات الإرهابية التي طالت فرنسا في السنوات الأخيرة.
وذكرت أن أعمار هؤلاء الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم جنودا مدافعين عن فرنسا، تتراوح بين 32 و69 سنة، مشيرة إلى أنهم تحت إمرة ضابط شرطة سابق مقرب من حزب الجبهة الوطنية اليميني، يعرف باسم “غاي أس”، ويدير الشبكة من منطقة تشارينت-ماريتيم.
وأضافت أن المعتقلين، ما عدا اثنين منهم، لم يكونوا معروفين لدى العدالة وأن العملية أسفرت عن مصادرة أنواع من الأسلحة من بينها حوالي 20 بندقية مرخصة قانونيا للاستخدام في الصيد والرماية والتدريب في النادي، كما كشفت حفريات المحققين العديد من القنابل اليدوية المصنعة وقنابل أخرى محلية الصنع.
وعلى الرغم من عدم تحديد تواريخ ولا مواقع ولا مواصفات الأهداف، فإن عدة مصادر حددت كأهداف محتملة: المحتجزين الإسلاميين، والنساء المحجبات في الشارع.
ويقسم موقع الجماعة المذكورة على الإنترنت فرنسا إلى مناطق، حسب وجود المسلمين فيها، فيما يذكر بدعاية داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، وفقا للوفيغارو.
فهناك “مناطق لا فرنسية من الناحية العملية” يحاول “العدو” فرض الشريعة الإسلامية فيها على حد تعبير الجماعة وهي باللون “الأحمر”.
وثمة مناطق “برتقالية” وهي “أحياء قريبة من النقاط الحساسة (المحافظات، مراكز الشرطة، الدرك، المستشفيات…) وينبغي الدفاع عنها مهما كلف ذلك، شريطة توفر الوسائل الضرورية لذلك، وفق الجماعة.
وأخيراً “المناطق الزرقاء” وهي التي تكون تحت سيطرة الموالين، ولا سيما قوات الدرك وإذا كانت ثمة ضرورة يمكن “لحراس الحوزة الترابية” التدخل.
واستطردت لوفيغارو بعض آليات الدفاع عن النفس التي توصي بها هذه الجماعة، فمثلا تحت فصل “الدفاع أو الاحتماء” يدعو موقع الجماعة إلى اقتناء “أي شيء قد يكون مفيدا للدفاع (بندقية، سكاكين المطبخ، مجرفة، مطرقة، عصا، جورب مليء بالحصى… وما إلى ذلك).
وفي معرض ردود الأفعال على اعتقال هذه الجماعة المتطرفة، قالت لوفيغارو إن المجلس الفرنسي للإسلام عبر عن “قلقه العميق” بشأن أمن حوالي 2500 مكان للصلاة وحوالي ستة ملايين من المؤمنين بثاني ديانة بفرنسا.
وطلبت هذه الهيئة الممثلة للدين الإسلامي وزير الداخلية جيرار كولومب بـ”اتخاذ جميع التدابير” لتوفير الحماية “المناسبة” لمسلمي فرنسا وأماكن عبادتهم.