شرطة بريطانيا تحاول العثور على الغرض الذي تسبب بتسمم زوجين
لندن- أوروبا بالعربي
تحاول الشرطة البريطانية جاهدة الجمعة العثور على الغرض الذي تسبب في تسمم زوجين بريطانيين بغاز الاعصاب نوفيتشوك المصنّع في العهد السوفياتي، في جنوب غرب انكلترا حيث تعرض جاسوس روسي وابنته للتسميم بالغاز نفسه قبل اربعة اشهر.
ومرضت دون ستورغيس (44 عاما) وتشارلي راولي (45 عاما) السبت في امزبيري، البلدة الصغيرة في مدينة سالزبري حيث تسمم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من اذار/مارس، ما اثار المخاوف مرة اخرى بين السكان المحليين.
وقالت الشرطة إنها تأكدت من أن الزوجين، وهما في حالة حرجة في المستشفى، تعرضا لغاز اعصاب بعد ان “تعاملا مع غرض ملوث”.
ولم تستبعد الشرطة احتمال تعرض اشخاص اخرين الى السم الذي تشتبه الشرطة بانه من مخلفات المحاولة الفاشلة لقتل سكريبال وابنته، رغم انها ليست متأكدة من ذلك.
وقال جيفري (66 عاما) احد السكان المحليين إن “الأمر مخيف جدا”.
وأضاف “انه مادة وليس مسدسا او سكينا تستطيع العثور عليه والتخلص منه. انه شيء مختلف، ويمكن ان يكون على ذلك المقعد .. هذا امر يقلقني”.
أما طبيبة الاسنان جين تيرنر (57 عاما) فقالت انها قلقة بشأن الاطفال “الذين يمكن ان يلتقطوا الاشياء بدون تفكير”.
وتلقي لندن باللوم على روسيا في الهجوم على سكريبال، حيث اتهم وزير الداخلية ساجد جاويد موسكو الخميس باستخدام بريطانيا “مكباً للسم”.
ونفت روسيا بشدة هذه الاتهامات.
وقال جاويد للبرلمان “حان الوقت لكي تقدم الدولة الروسية تفسيرا لما حدث بالضبط”.
وأضاف “من غير المقبول بتاتا أن يصبح شعبنا هدفا سواء متعمدا او عرضيا، وان تصبح شوارعنا وحدائقنا وبلداتنا مكبات للسم”.
إلا أن روسيا سارعت الى الرد واتهمت بريطانيا بممارسة “العاب سياسية قذرة” ومحاولة “تعكير المياه” و”تخويف موطنيها”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا للصحافيين “ندعو اجهزة تطبيق القانون البريطانية الى عدم التورط ب”الاعيب سياسية قذرة”.
وقالت في مؤتمر صحافي “ندعو قوات الامن البريطانية الى عدم التورط في الاعيب سياسية قذرة بدأتها بعض الجهات في لندن والى التعاون اخيرا مع قوات الامن الروسية حول التحقيق”.
وتابعت زاخاروفا ان “على حكومة تيريزا ماي وممثليها الاعتذار عن كل ما صدر منهم أمام روسيا وأيضا أمام الاسرة الدولية، لكن ذلك سيحصل لاحقا”.
ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف القضية بأنها “مقلقة للغاية” الا انه اكد ان روسيا ليست لديها اي معلومات “حول المواد المستخدمة وكيف تم استخدامها”.
وادى حادث سكريبال الى ازمة دبلوماسية كبيرة دفعت بريطانيا وحلفاءها إلى سحب موظفين دبلوماسيين من موسكو، فيما قامت موسكو باتخاذ خطوات مماثلة.
نوفيتشوك هو غاز اعصاب له استخدامات عسكرية، طوره الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.
وصرح عالم يعمل في الحكومة لشبكة بي بي سي الخميس ان حدة هذه المادة تقل بفعل الماء واشعة الشمس، ما يعني انه من غير المرجح ان حادث التلوث وقع في العراء، وقال ان هذه المادة سامة لدرجة انه يمكن للجلد ان يمتصها.
واعلنت الشرطة الاربعاء عن “حادث خطير” بعد انهيار ستورغيس وراولي السبت.
وافترضت الشرطة في البداية انهما تناولا كمية ملوثة من المخدرات غير القانونية، الا ان اختبارات جرت في مختبر تابع لوزارة الدفاع اظهرت انهما تعرضا لغاز نوفيتشوك.
وقال احد اصدقاء راولي إنه كان يستخدم المخدرات وأن ستورغيس تعيش في نزل للمشردين في سالزبيري.
ويعمل نحو 100 محقق في مكافحة الارهاب حاليا الى جانب الشرطة في التحقيق. كما يشاهد عناصر شرطة يرتدون المعدات الواقية في شوارع سالزبري الهادئة.
وتم إغلاق العديد من المواقع في المدينة وفي امزبيري المجاورة والتي زارها الزوجان ومن بينها حديقة، ونزل المشردين الذي كانت تقيم فيه ستورغيس في سالزبري، اضافة الى صيدلية وكنيسة ومنزل في امزبيري.
وقال مسؤولون ان الخطر على عامة الناس “محدود” الا انهم دعوا جميع من زاروا المواقع المتضررة الى غسل ملابسهم ومسح اغراضهم الشخصية. وقالت الشرطة انه لا يوجد دليل على ان الزوجين زارا ايا من المواقع المرتبطة بسكريبال وابنته والتي تم تنظيفها.