طالب العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكومة يوم الاحد إلى مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة داعيا إلى الترفع عن الخلافات و البعد عن الفوارق الاجتماعية.
وتعهد الملك بتوفير الظروف الملائمة لتنفيذ البرامج التنموية و خلق فرص العمل وضمان العيش الكريم، واعدا بتجاوز المعوقات.
جاء ذلك خلال خطاب وجهه الملك للمغاربة في الذكرى التاسعة عشرة لجلوسه على العرش من مدينة الحسيمة في منطقة الريف بشمال المغرب التي شهدت احتجاجات عنيفة منذ أواخر أكتوبر تشرين الأول عام 2016 حتى منتصف 2017.
وقد شهد اقليم الريف احتجاجات عنيفة اندلعت بعد مقتل بائع الأسماك محسن فكري في أكتوبر تشرين الأول عام 2016 سحقا في حاوية للنفايات عندما حاول استرجاع أسماكه المصادرة بحجة عدم قانونية صيدها.
وكان مقتل بائع السمك نقطة تحول للاحتجاجات التي طالبت بتوفير فرص العمل والعيش الكريم وتنمية الإقليم الذي يعتبر بعض النشطاء أنه تعرض إلى التهميش لا سيما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي قمع بشدة احتجاجا فيه عام 1958 وكان لا يزال وليا للعهد آنذاك.
وأمر العاهل المغربي عام 2004 بتشكيل لجنة لطي ماضي انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب في الفترة من 1956إلى 1999 ، آمرا بتنفيذ مشاريع تنموية تخللها عدة زيارات قام بها للمنطقة.
وقال العاهل المغربي خلال خطابه إنه واثق أن المغاربة يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة هو الوطن والمواطن على حد سواء، بالتالي لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية وبائعي الأوهام باستغلال بعض الاختلالات للتطاول على أمن المغرب واستقراره أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. “.
وشدد العاهل المغربي على أن الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة في المراحل الصعبة قائلا: “إن المغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات“.
وأضاف العاهل المغربي :” ينبغي الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته منوها إلى ضرورة السير، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم“.
وقال العاهل المغربي ”الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان. فمنذ أن توليت العرش، وأنا دائم الإصغاء لنبض المجتمع ودائم العمل والأمل، من أجل تحسين ظروفهم، داعيا في الوقت ذاته الاحزاب إلى استقطاب نخب جديدة شابة وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم “.
جاء الخطاب تأكيدا على ضرورة وحدة الشعب المغاربي في مواجهة الاخطار المحدقة به وضرورة تشجيع الاستثمار بعد تضرر الاقتصاد بفعل ارتفاع أسعار النفط.