بثت السلطات التركية رسائل جديدة لإمكانية حل ملف القس الأمريكي المعتقل لديها أندرو برانسون، ما اعتبرته صحيفة وول ستريت جورنال مؤشرًا على امكانية قرب تسوية الملف الذي أدى لأزمة كبيرة بين واشنطن وأنقرة.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات تركية وأمريكية عن إمكانية إطلاق القضاء التركي سراح القس المتهم بالإرهاب والمشاركة في انقلاب 15 تموز 2016، وذلك في محكمته القادمة المقررة في 12 أكتوبر القادم.
وفي قضية مشابهة، خفف القضاء التركي عقوبة الأمريكي من أصل تركي سيركان كولغ، الخبير في وكالة ناسا الفضائية سيركان كولغ، من السجن سبع سنوات ونصف إلى خمسة، لإدانته بالإرهاب.
تنازل متبادل
وضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشدة لإطلاق سراح القس، وقررت فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، ما أدى لتدهور الليرة التركية، واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمر حربًا اقتصادية.
وصعد ترمب ونائبه مايك بنس ملف القس المعتقل للتغطية على أخبار الفضائح التي تلاحقه بشأن التلاعب بالانتخابات الأخيرة، وتزداد حاجة ترمب لانجاز ملف القس لاستخدامه في دعم موقف الحزب الجمهوري الذي يحاول الاحتفاظ بقوته في الكونغرس أمام الديمقراطيين.
وأول من أمس، جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التأكيد على حرص ترمب على إنهاء ملف القس وإطلاق سراحه.
تفاؤل حذر
وشدد مسؤولون أتراك على أن إطلاق سراح برانسون مرتبط بوقف الإجراءات الاقتصادية الأمريكية. وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون بقولهم إن إدارة ترمب التي تريد إطلاق سراح القس قررت تخفيف الضغط على أنقرة.
ويزور أردوغان الولايات المتحدة الأسبوع المقبل للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه نفى الترتيب للقاء يجمعه بترمب.
ورغم التفاؤل بإمكانية تفكيك الأزمة بين أنقرة وواشنطن، إلا أن الحذر يخيم على الأجواء، بعد أن انهارت محاولات سابقة في اللحظات الأخيرة.
من جهته، قال المحامي المقرب من الرئيس التركي سلمان أوغت إن القضاء قد يسلك مسارا مشابها في قضية برانسون، وقد يطلق سراح القس ابان محاكمته القادمة الشهر المقبل.
وشدد أوغت على ضرورة عودة واشنطن عن قراراتها الاقتصادية قبل إطلاق سراح القس، حتى تنتهي الأزمة فعلا.