Site icon أوروبا بالعربي

تقدير استراتيجي: فرص نجاح صفقة القرن ضعيفة حاليًا

رجح تقدير استراتيجي عدم نجاح صفقة القرن الأمريكية في انهاء القضية الفلسطينية، وفق الظروف الحالية، لكنه حذر من سيناريو محاولة تمرير الصفقة بعد تأهيل الحالة الفلسطينية والعربية لقبولها.
وأصدر مركز “الزيتونة” للدراسات والاستشارات الخميس التقدير الاستراتيجي بشأن “تطورات صفقة القرن ومساراتها المحتملة”، وذلك بعد يوم من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه طرح الصفقة خلال ثلاثة أشهر.
وقال الدكتور محسن صالح الذي أعد التقدير إن “فرص نجاح الصفقة تبدو ضعيفة في الظروف الراهنة، فيما يبقى سيناريو فشلها أمرًا مرجحًا، وفي الوقت نفسه، فإن ثمة سيناريو ثالث يجب أن يبقى تحت المراقبة، وهو محاولة تمرير الصفقة بعد تأهيل الحالة الفلسطينية والعربية لقبولها”.
وأوصى التقدير بتعزيز الوحدة الوطنية وتنسيق الجهود في مواجهة “الصفقة”، وإصدار ميثاق تتعاهد فيه القوى والفصائل والرموز على المحافظة على الثوابت، ورفض الصفقة، بالإضافة إلى إنفاذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في 2011، وتوافقات بيروت في 2017، وعقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي، وإعادة بناء منظمة التحرير والسلطة بما يتوافق مع إعادة القوة والحيوية للمشروع الوطني.
كما دعا التقدير الرئيس محمود عباس إلى رفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة فورًا، والدعوة العاجلة إلى عقد الإطار القيادي الموحد، وتفعيله كإطار لحماية الحقوق إلى حين إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى تفعيل مؤسسات العمل الشعبي والنقابي في الداخل والخارج، ووقف التنسيق الأمني، ورفع سقف الحريات.
وبالرغم من عدم وجود نصوص رسمية حول ما عرف بـ”صفقة القرن”، إلا أن التسريبات الأمريكية والإسرائيلية والعربية حولها تحمل مضامين خطيرة؛ تجعلها أقرب إلى “تصفية” القضية الفلسطينية، منها إلى تسويتها.
تواجه “الصفقة” بعد نحو عام من التسريبات حالةً من التعثُّر، في ضوء الإجماع الفلسطيني على رفض “الصفقة”، وحالة التراجع و”البرود” العربي تجاهها، وحالة الارتباك في أداء السياسة الخارجية الأمريكية. غير أن ذلك لا ينبغي أن يُقلل من خطورة المحاولات الأمريكية الجارية لحسم بعض قضايا الحل النهائي، بما يخدم التصور الإسرائيلي، من خلال فرض الحقائق على الأرض، وخصوصاً القدس واللاجئين؛ كما لا ينبغي أن يقلّل من خطورة حرف بوصلة الصراع، من خلال تشكيل تحالف عربي إسرائيلي، بما يعزز الصراع الطائفي ويقطع الطريق على قوى التغيير والإصلاح في المنطقة.

Exit mobile version