انتهت التحضيرات لعقد لقاء قمة على مستوى رؤساء أربعة دول لبحث تطورات الملف السوري وسبل انهاء الحرب واحلال السلام في البلاد التي أحرقتها الحرب منذ مارس 2011.
ومن المقرر أن تعقد القمة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعدما استغرق التحضير لها أشهراً عدة.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، الجمعة، أن بلاده ستستضيف القمة في إسطنبول، وتضمّ كلا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأضاف قالن في بيان صحفي أن “القمة ستتناول الأوضاع الميدانية في سورية، واتفاق سوتشي حول إدلب، ومراحل الحل السياسي، وكافة أوجه الأزمة السورية”.
وأوضح قالن أن القمة ستتناول “سبل إيجاد الحل للأزمة السورية عبر تنسيق الجهود المشتركة للدول المشاركة”، في أبرز المواضيع التي سيتناولها الزعماء.
ما جانبها، أكدت الرئاسة الفرنسية اليوم موعد القمة المرتقبة، لمناقشة الحرب في سورية وإيجاد سبل لتجنب كارثة إنسانية في إدلب، مشددة على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد ضمان استمرار وقف إطلاق النار في إدلب، لمنع حدوث نزوح جديد للاجئين وإعطاء قوة دفع جديدة لمحادثات السلام.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن قبل أشهر أن القمة ستعقد في السابع من أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أنها لم تعقد في ذلك الوقت بسبب تطورات الوضع في إدلب، وعوضاً عن ذلك اجتمع ممثلون عن القادة الأربعة للتحضير للقمة، واعتماد تاريخه.
ووقعت تركيا وروسيا اتفاق إدلب في 17 من سبتمبر الماضي والذي منع هجوما للقوات الحكومية السورية كان يعد له على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة.
ويقضي الاتفاق بانسحاب الحكومة والمعارضة للخطوط الخلفية وانشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض 15 ل20 كم، في المناطق الفاصلة بين إدلب ومناطق سيطرة النظام السوري، وتقوم قوات تركية وروسية على مراقبتها.
وقد نفذت قوات المعارضة الجزء الذي يخصها في الاتفاق بالانسحاب إلى المناطق الخلفية وتسلم الأسلحة الثقيلة، والذي كان مقررا له في 15 أكتوبر الجاري.
وعزز الجيش التركي قواته في نقاط المراقبة ال12 التي أنشائها في محيط منطقة خفض التصعيد التي تضم محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب القريبة منها.
وجاء اتفاق إدلب في لقاء القمة التركي الروسي بجزيرة سوتشي، بعد فشل التوصل لاتفاق في اجتماع طهران في السابع من سبتمبر الماضي.
وفتح اتفاق إدلب المجال لعودة مئات آلاف اللاجئين السوريين من تركيا للمحافظة الحدودية التي تضم أيضا نحو مليوني لاجئ.
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، ما يضفي أعباء قاسية على الجمهورية التركية.