عبرت الأمم المتحدة عن “انزعاجها الشديد” بعد تأكيد السعودية رسميا وفاة الصحفي جمال خاشقجي، وطالبت بتحقيق نزيه لكشف المتورطين في العملية والمدبرين لها، داعية لعدم المسارعة لتصديق الرواية الرسمية التي تأخر صدورها ل18 يوما بعد الواقعة.
وأعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش دعا إلى إجراء “تحقيق فوري وشامل وشفاف في ملابسات موت خاشقجي، وحث على محاسبة المتورطين في ذلك بشكل كامل”.
من جهتها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحالات الإعدام خارج القضاء عن دهشتها من الرواية السعودية، وقالت إن تفسير السعودية لـ “الإعدام التعسفي” لخاشقجي غير معقول.
وذكرت أنه لا يجب على أي حكومة قبول تفسير السعودية أو قبول أنها تقوم بالتحقيق في الأمر.
وأضافت أن القضية تحتاج إلى “تحقيق جدير بالثقة ونزيه وشفاف لتحديد قتلة خاشقجي والعقل المدبر”.
وكانت الرياض أعلنت في ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت على لسان النائب العام السعودي أن خاشقجي توفي أثناء شجار واشتباك بالأيدي وقع داخل القنصلية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري.
وقال النائب العام إن التحقيقات جارية مع 18 مواطنا سعوديا موقوفين على ذمة القضية.
وفي ذات السياق، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية لاعفاء 5 مسؤولين كبار من مناصبهم بينهم المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني.
كما عبر عدد من نواب الكنجرس الأمريكي عن غضبهم من الرواية السعودية التي اعتبروا أنها غير مقبولة وركيكة.
وفي سياق آخر، أعلنت الرئاسة التركية في وقت مبكر فجر اليوم السبت أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان اتّفق مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال مكالمة هاتفية هي الثانية بينهما خلال أسبوع، على مواصلة التعاون الثنائي في التحقيق بقضية خاشقجي.
وجاءت المكالمة الهاتفية قبيل وقت قصير من إصدار الرياض لروايتها وإعلان مقتل خاشقجي بعد اصرارها الكبير على النفي والتأكيد أنه خرج من القنصلية بعد وقت قصير من دخولها في الثاني من أكتوبر الجاري.
ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن مصادر بالرئاسة التركية قولها إن الزعيمين تبادلا خلال اتصال هاتفي المعلومات بشأن التحقيقات المستقلة التي تجريها السعودية وتركيا في قضية خاشقجي.
وكان خاشقجي غادر المملكة العربية السعودية قبل عام إلى منفاه الاختياري أمريكا، بعد حملة اعتقالات شرسة شنها ولي العهد الجديد محمد بن سلمان ضد أصحاب الرأي والأثرياء والعلماء والناشطين الحقوقيين.
وتعهد خاشقجي برفع صوت المظلومين والمعتقلين عاليا، والاستمرار بدعوات الإصلاح واطلاق الحريات في السعودية، الأمر الذي أزعج ابن سلمان وأمر باسكات صوته.
وتعرض خاشقجي للاستدراج لقنصلية بلاده في اسطنبول فيما كان ينتظره فريق كامل من عملاء المخابرات السعودية، الذين عذبوه وقتلوه فور دخوله.
وكشفت الصحف الأمريكية والغربية عن تدبير ولي العهد للجريمة، واعتماده خلال التنفيذ على عدد من المقربين من شخصيا.