العالم يرفض الرواية السعودية بشأن اغتيال خاشقجي
لقيت الرواية الرسمية السعودية التي أعلنت فجر أمس السبت عن مقتل الصحفي جما خاشقجي في شجار داخل قنصلية المملكة في اسطنبول، رفضا دوليا واسعا وتشكيكا بمصداقيتها، ومطالبات بتحقيق شفاف وعاجل لكشف المسؤولين عن الجريمة المروعة.
وقالت السعودية إنها أرسلت فريقا للتفاوض مع خاشقجي الذي كان لديه نية للعودة للبلاد لكن الفريق تجاوز صلاحياته وقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر الجاري.
ورأى مراقبون أن الرياض وقعت في سلسلة أخطاء قاتلة وقدمت رواية غير متماسكة، ولا يمكن للدول القبول بها، فضلا عن جماعات حقوق الإنسان ما يزيد الضغوط عليها.
وطالب الاتحاد الأوروبي وشركاؤه بضرورة إجراء تحقيق شامل وشفاف يوضح ظروف مقتل (خاشقجي) ويضمن محاسبة جميع المسؤولين عنه، كما دعا رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تيجاني إلى تحقيق دولي عاجل عبر فحص الأدلة الخاصة وتوضيح الملابسات.
ورفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التفسير السعودي لمقتل خاشقجي خلال مؤتمر لحزبها المسيحي الديمقراطي، وقالت إن “الأحداث المروعة” التي تحيط بمقتله هي تحذير من أن الحريات الديمقراطية أصبحت تحت الهجوم حول العالم.
وقالت ميركل ووزير خارجيتها هايكو ماس في بيان مشترك: “ننتظر من السعودية ممارسة الشفافية في ملابسات مقتل الصحفي وخلفياته.. يجب محاسبة المسؤولين عن الواقعة، والبيانات التي صدرت.. ليست كافية”.
وأضاف ماس للتلفزيون الألماني “ما دامت التحقيقات جارية وما دمنا لا نعرف ما الذي حدث هناك، فلا يوجد ما يدعو لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن صادرات الأسلحة للسعودية”.
وفي ذات السياق، قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “نقدم تعازينا لأسرة جمال خاشقجي بعد هذا التأكيد لوفاته. ندرس التقرير السعودي وخطواتنا المقبلة… كما قال وزير الخارجية إن هذا عمل مروع يجب محاسبة جميع المسؤولين عنه”.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان صحفي أن “تأكيد وفاة جمال خاشقجي هو خطوة أولى نحو إقرار الحقيقة”، لكن “لا تزال هناك أسئلة كثيرة من دون أجوبة”، منددا “بكل حزم بهذه الجريمة”.
وطالب لودريان بمحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل، مؤكدا أن هذه التطلعات تصبح أكثر إلحاحا عندما تؤخذ بالاعتبار الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين.
وفي بلجيكا، طالب وزير الخارجية ديدي رايندرس السعودية بالكشف عن الحقيقة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار هذا الحادث.
أما في كندا، والتي توترت علاقتها مع السعودية مؤخرا بسبب انتقادها لانتهاكات حقوق الإنسان، قالت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند إن الرواية السعودية “تفتقر إلى الاتساق والمصداقية، ونكرر دعوتنا إلى إجراء تحقيق شامل بالتعاون الكامل مع السلطات التركية.. يجب محاسبة المسؤولين عن القتل”.
وقالت وزارة خارجية النرويج إنها تنتظر تحقيقا سريعا ومفتوحا وذا مصداقية حول مقتل خاشقجي، وهو ما طالب به رئيس الوزراء الهولندي مارك روته .
منظمات دولية
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش شعر بانزعاج شديد بعد تأكيد السعودية وفاة خاشقجي، وحث على محاسبة المتورطين في ذلك بشكل كامل.
ورفضت المقررة الأممية الخاصة بحالات الإعدام خارج القانون آغنس كالامار “تفسير السعودية للإعدام التعسفي لخاشقجي” مؤكدة أنه “غير معقول”، وطالبت بفتح تحقيق جدير بالثقة ونزيه وشفاف.
ووصفت منظمة العفو الدولية نتائج التحقيقات السعودية “غير جديرة بالثقة”، معتبرة أن “إجراء تحقيق مستقل هو الضمانة الوحيدة في وجه ما يبدو أكثر فأكثر إخفاء سعوديا لظروف قتل خاشقجي”.
كما طالبت منظمة اليونسكو بضمان مثول مرتكبي الجريمة أمام العدالة، مؤكدة أن “المحاسبة على هذه الجرائم أمر غير قابل للتفاوض”.
كما عبرت جميع منظمات الصحافة عن رفضها للرواية السعودية، مطالبة بحماية الصحفيين من بطش الأنظمة الديكتاتورية.