قفز السؤال عن مكان جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى واجهة الأحداث، بعد أن اقرت المملكة العربية السعودية بقتل الرجل في قنصليتها باسطنبول في 2 أكتوبر الجاري على يد فريق من استخبارتها أرسلت ل”مفاوضة خاشقجي”.
وقالت مصادر مطلعة لموقع ميدل إيست البريطاني إن المحققين الأتراك يعتقدون أن أجزاء من جثة خاشقجي نُقلت خارج تركيا، عبر أحد مرافقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تدور حوله الشبهات الأساسية في تدبير الاغتيال واصدار الأوامر بتنفيذه.
وتعتقد السلطات التركية أن ماهر عبد العزيز مطرب، وهو مسؤول استخباري سعودي متورط في مقتل خاشقجي، هو من نقل أجزاء من جثة خاشقجي في حقيبة كبيرة.
ومطرب، الذي رصد مراراً كمرافق لابن سلمان خلال رحلات الأخير الخارجية، غادر إسطنبول يوم الثاني من أكتوبر، وهو اليوم الذي زار فيه خاشقجي قنصلية بلاده للحصول على ورقة رسمية، وقتل حينذاك، كما اعترفت الرياض فجر السبت. وغادر مطرب إلى السعودية على متن طائرة خاصة، ولم يجر تفتيش حقائبه، بعدما مر إلى الطائرة في مطار أتاتورك عبر صالة “كبار الشخصيات”.
وماهر عبد العزيز مطرب (مواليد 1971) عقيد في الاستخبارات السعودية، وعمل سابقاً ضمن الملحق الأمني لسفارة بلاده في لندن.
ويعتقد المحققون أن السلطات السعودية استدرجت خاشقجي للقنصلية، وأرسلت وفدا من 15 من عملاء المخابرات السعودية لاغتياله، حيث استقبلوه فور دخوله القنصلية بالشتم والتعذيب ثم قطع رأسه خلال دقائق فقط.
الفريق الذي دخل قبل خاشقجي بنصف ساعة عاد وغادرها ثم سافر من تركيا إلى الرياض في ذات اليوم عبر طائرتين خاصتين.
وقالت المصادر للموقع البريطاني إن ماهر مطرب يحمل جواز سفر دبلوماسي، وكان يبدو عليه أنه في عجلة من أمره.
وفي ذات السياق، تابع الصحفيون المرابطون أمام مقر القنصلية السعودية في حي بشكتاش باسطنبول مساء الأحد وصول سيارة إلى مدخل مبنى القنصلية وإنزال 3 صناديق سوداء كبيرة مرقمة، مكتوب عليها باللغة الانجليزية “شخصي”.
وقالت وكالة الأناضول التركية أنه جرى نقل الصناديق الثلاثة إلى داخل القنصلية في حين بقيت السيارة تنتظر في الخارج، ولم يعرف ما تحويه الصناديق.