قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعازي لأسرة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الجاري، فيما استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود صلاح نجل المغدور خاشقجي.
وأعرب أردوغان في اتصال هاتفي بأسرة خاشقجي عن حزنه العميق لمقتل عميد أسرتهم، وتمنى الرحمة له والصبر والسلوان للعائلة، مؤكدة أن تركيا ستتابع القضية عن كثب، وأنه سيتم فعل كل شيء من أجل الكشف عن ملابسات الجريمة.
وجاء ذلك بعد طرح الرئيس أردوغان في كلمته الأسبوعية أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أسئلة صعبة على السلطات السعودية فيما يتعلق بقضية الاغتيال، مؤكدا وجود أدلة قوية لدى بلاده على أن جريمة القتل كانت عملية مدبرة ولم تأت صدفة، وأن إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنع تركيا ولا الرأي العام العالمي، داعيا إلى إجراء تحقيق دقيق في مقتل خاشقجي من قبل لجنة عادلة ومحايدة.
وأصرت السلطات السعودية ل18 يوما على أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دخولها بوقت قصير، لكنها اضطرت لتقديم روايتها الأولى بعد أن حاصرتها تركيا بالتسريبات المدعمة ببعض الأدلة في وسائل الإعلام العالمية، وقالت الرياض إن خاشقجي قتل خلال شجار في القنصلية.
لكن الرواية الضعيفة وغير المتماسكة، واجهت رفضا دوليا وتشكيكا كبيرا، ما اضطر الرياض لتقديم رواية جديدة مناقضة في بعض جوانبها للأولى، لتقول إنه قتل خطأ خلال استجوابه من الفريق المختص الذي كان مكلف بتخديره وخطف.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وكأني أرى صلاح بن جمال خاشقجي يقرأ في قلبه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا pic.twitter.com/69prXiX8Kl
— عبدالعزيز آل إسحاق (@AbdulazizSay) October 23, 2018
وفي سياق متصل، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ذوي خاشقجي، وعلق الكتاب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على ملابس صلاح نجل جمال خاشقجي لدى لقائه الملك، والتي كانت متجعدة وغير مهندمة، مرجحين أن يكون السبب استدعاء الاسرة للقاء الملك على عجل لهدف دعائي، أو أن صلاح قاوم استدعائه ورفض بداية الحضور قبل أن يجبر بالقوة على ذلك.
وعلق مراسل صحيفة ديلي تلغراف الخاص بالشرق الأوسط راف سانشيز أن نجل خاشقجي استدعي للقصر لمصافحة رجل متهم بقتل والده.
الكاتب الصحفي خير الدين الجبري قال في تغريدة “إن الصورة تشرح نفسها، الخوف في عيون القاتل، والنار في عيون ابن المقتول.. هذا المشهد الموجع لصلاح يذكرني بما قاله يومًا الشاعر توفيق زياد: برودة الجليد في أعصابنا، وفي قلوبنا جهنم حمرا”.
المغرد روت راديكال يقول إن الشاب يبدو خائفا جدا، هل أجبروا العائلة على القيام بذلك لصالح ولي العهد محمد بن سلمان؟