أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل الأزمة السورية لن يكون إلّا سياسياً وبالطرق الدبلوماسية، وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، واحترام وحدة الأراضي السورية.
ودعا بوتين خلال مؤتمر صحفي عقب قمة اسطنبول الرباعية المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود من أجل إنهاء الأزمة السورية.
وأشار أن الزعماء المشاركين في القمة “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل” عملوا على تقريب المواقف المبدئية حيال الأزمة.
وأضاف بوتين أن الدول الأربعة ستبذل في المستقبل أيضاً، جهودا مشتركة من أجل إعادة تهدئة الوضع في سوريا، قائلا: “وفرنا الأرضية اللازمة لتهدئة الأوضاع، وبفضل الجهود المبذولة من قِبل روسيا وتركيا وإيران من خلال مسار أستانة، فإن البلاد ماضية قدما نحو السلام”.
وأشار الرئيس الروسي إلى وجوب تحديد الشعب السوري لمصيره، مشددًا على ضرورة بدء لجنة صياغة الدستور في جنيف عملها بأسرع وقت ممكن.
ولفت إلى أن أعمال العنف في سوريا تدنت بشكل كبير، داعياً إلى ضرورة تطهير كافة البلاد من المجموعات المتطرفة التي ما زالت تتواجد في بعض المناطق.
وبشأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، اقترح بوتين تنظيم مؤتمر دولي لدراسة أوضاعهم وتحقيق تقدم بشأنهم.
وبشأن استمرار انعقاد القمة الرباعية مستقبلا، نوه بوتين إلى أنه لم يتم الاتفاق على ذلك، لكنه يؤيد توسيع المشاركة مستقبلا
ووصف بوتين حكومة النظام السوري بـ”الحكومة الشرعية في سوريا”، ودعا إلى احترامها، “سيما أن قرار مجلس الأمن الدولي ما زال يستخدم تسمية حكومة الجمهورية العربية السورية”.
وأفاد بوتين أن بلاده تدعو حكومة النظام السوري باستمرار إلى عقد محادثات بناءة ومثمرة مع المعارضة، وأن مسكو وأنقرة تعملان معاً من أجل القضاء على المجموعات المتطرفة في سوريا.
وحول تشكيل لجنة صياغة الدستور، قال بوتين: “في حال توفرت الظروف الملائمة فإن تشكيل اللجنة سيتم قبل نهاية العام الجاري، وستبدأ عملها، ولوائح النظام والمعارضة جاهزة حاليا، وننتظر لوائح المنظمات المدنية”.
وأضاف: “أقنعنا الحكومة السورية بتقديم لائحتها لصياغة الدستور، والسيد أردوغان قام بما يقع على عاتقه، والمعارضة قدمت لائحتها، والآن نعمل على إعداد اللائحة الثالثة التي ستضم المنظمات المدنية”.
وعن الدور الإيراني في سوريا، أكد الرئيس الروسي أن طهران جزء من مسار أستانة وأحد الضامنين، وأنه من غير الممكن إنهاء الأزمة السورية دون مشاركة إيران في الحل.
وشدد بوتين على ضرورة أن يحدد الشعب السوري مصيره، ويختار بنفسه القائد الذي سيدير شؤون البلاد، وهو ما اتفق معه به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان إن القمة بحثت سبل تعزيز التعاون فيما بينها للوصول لحل سياسي في سورية يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأكد أن عدم إيلاء المجتمع الدولي الأهمية اللازمة للأزمة السورية من أهم أسباب تحوّلها لأزمة عالمية.