قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه ينتظر “بفارغ الصبر” الكشف عن ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وبعد مرور 40 يوما على الحادثة، أكد الرئيس التركي للصحفيين أن أنقرة ستتابع مسألة مقتل خاشقجي على المستوى الدولي.
وأوضح قائلا “إن ولي العهد الأمير يقول لممثلين لي: سأكشف عن ملابسات الحادث، وسأفعل ما يلزم حيال الأمر”، وتابع أردوغان: “ونحن ننتظر بفارغ الصبر ذلك”.
وأشار إلى أنه بحث قضية خاشقجي وتطورات الحرب في اليمن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك على مائدة العشاء في باريس.
وجدد أردوغان التأكيد على أن قاتل خاشقجي حتما هو أحد ال18 سعوديا الموقوفين في الرياض على ذمة القضية، وتساءل قائلا: “من ذلك الشخص الذي من خارج هذه المجموعة؟”.
وأكد أن تركيا أطلعت كافة الأطراف على التسجيلات الصوتية المتعلقة بجريمة مقتل خاشقجي.
وأوضح: “جهاز استخباراتنا لم يخفِ شيئا، التسجيلات كانت كارثة بحد ذاتها. حتى أن ممثل الاستخبارات السعودية عندما استمع للتسجيلات قال: ربما تعاطى (القاتل) الهيروين، لا يفعل هذا الأمر إلا من تعاطى الهيروين”.
وعند تكرار أحد الصحفيين سؤاله عن ردة فعل ضابط الاستخبارات السعودي قال أردوغان: “نعم، الرجل صُدم عند استماعه للتسجيلات، ثمة حقيقة صادمة بهذا الحجم”.
وحذر الرئيس التركي من أن ثمة جهود لحرف الحقيقة رغم هذا الموقف.
وقال أردوغان للصحفيين: “رغم كل ذلك فثمة جهود لحرف الحقيقة، والمدعي العام السعودي الذي جاء ـ مع الأسف ـ كان يماطل. ثمة كل هذه الحقائق والوثائق والمدعي العام ما زال دون قرار”.
وفي جوابه عن سؤال حول ردة فعل القادة الذين استمعوا للتسجيلات قال أردوغان: “انطلاقا من ردود أفعالهم أحسست بانزعاجهم الشديد من هذه الجريمة. شاهدت ذلك في السيد ترامب والسيدة ميركل والسيد ماكرون”.
وأضاف: “نحن نعلم أن الكونغرس الأمريكي طلب من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) معلومات حول هذه القضية”.
وتوقع أردوغان أن تتغير وجهة النظر المتعلقة بالموضوع عندما يطّلع الكونغرس على المعلومات. مع الإشارة إلى أن الكونغرس هدد بفرض عقوبات على السعودية حال ثبت وقوفها خلف الجريمة البشعة.
واستدرجت السلطات السعودية خاشقجي لداخل قنصلية بلاده في إسطنبول وارسلت فريقا متخصصا لاغتياله والتخلص من جثته، الأمر الذي كاد أن يتم دون معرفة أحد، غير أن خاشقجي احتاط للأمر وسلم هاتفه لخطيبته التركية خديجة جنكيز، التي أبلغت الشرطة حين اختفائه.
وأصرت السعودية على أن خاشقجي خرج حيا من القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، لكنها اضطرت للإعلان عن مقتله على يد فريق أمني أرسلته لاختطافه للرياض.
ولم تكشف الرياض حتى اليوم عن مصير الجثة ولم تسلم المتهمين ال 18 للمثول أمام القضاء التركي، وفق طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.