تصعيد متبادل بين آبل وفيسبوك
كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك الأميركية مارك زوكربيرغ أمر فريق الإدارة الخاص به بالبدء في استخدام هواتف أندرويد فقط، ومنع استخدام هواتف آيفون التي تنتجها شركة آبل الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن قرار زوكربيرغ جاء بعد أن تصريحات للرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك حول فضيحة بيانات شركة كامبريدج أنالتيكا والتي ضحت فيها فيسبوك ببيانات الخصوصية ل87 مليار مستخدم لها حول العالم.
وقال مدير شركة آبل في إشارة إلى الفضيحة في مقابلة على موقع “إم إس إن بي سي” إن آبل لن تمس الحرية الشخصية لمستخدميها، ولن تضع معلوماتهم الشخصية بين يدي طرف ثالث.
كما قال كوك إن شركته تفضل الخصوصية على الربح من خلال رفض بيع بيانات العملاء، في انتقاد مبطن لشركة فيسبوك وفضيحتها في بيع البيانات.
وأضاف “الحقيقة هي أننا يمكن أن نحصل على أطنان من المال إذا قمنا بتحويل عملائنا إلى سلعة، ولكننا اخترنا عدم القيام بذلك”.
وردا على التصريحات القاسية لكوك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن زوكربيرغ أبلغ المديرين التنفيذيين في فيسبوك أن عليهم استخدام هواتف أندرويد فقط، مبررا هذا بأن نظام التشغيل هذا له استخدام أعلى في جميع أنحاء العالم من نظام تشغيل آيفون من آبل.
ورغم ذلك، فقد قالت الصحيفة إنه ليس من الواضح أو المؤكد تخلي مدراء فريق إدارة زوكربيرغ قد انتقل فعلا إلى هواتف أندرويد.
وهوت فضيحة بيانات الخصوصية بأسهم فيسبوك مؤخرا عندما اكتشف تسريب الشركة بيانات عملائها.
ونشرت صحيفتا غارديان ونيويورك تايمز تقارير عن كيفية قيام كامبريدج أنالتيكا -وهي شركة استشارية رقمية استأجرتها حملة ترامب الرئاسية- باستخدام معلومات شخصية لـ87 مليون مستخدم للفيسبوك دون إذن منهم.
من ناحية أخرى، تشدد آبل باستمرار على أنها من كبار المدافعين عن خصوصية المستخدم، حتى أن كوك قد حذر -في مقابلات متعددة- من مخاطر وسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها من الخدمات المجانية عبر الإنترنت.
وكانت شركة فيسبوك قد منحت ثقتها للباحث ألكسندر كوغان ومنحته مجموعة من قواعد البيانات مجهولة الشخصيات لـ 57 مليار علاقة صداقة على فيسبوك.
قدم فيسبوك قاعدة بيانات “بكل علاقة صداقة تشكلت في 2011 في كل بلد في العالم على المستوى الإجمالي الوطني” لمعمل جامعة كامبريدج الذي يعمل فيه ألكسندر كوغان وذلك لإجراء دراسة عن الصداقات بين الدول نُشرت في مجلة الشخصية والفروقات الفردية Personality and Individual Differences عام 2015.
وُضع اسم اثنين من موظفي فيسبوك في خانة المشاركين في تأليف الدراسة إلى جانب باحثين من كامبريدج وهارفارد وجامعة كاليفورنيا وبيركلي. وكان ألكسندر كوغان ينشر تحت اسم ألكسندر سبيكتر في ذلك الوقت.
أشار تصريح صحفي لجامعة كامبريدج عن الورقة البحثية إلى أنها تعد “الناتج الأول عن تعاون بحثي مستمر بين معمل سبيكتر بكامبريدج وفيسبوك”. بينما لم يرد فيسبوك على سؤال حول ما إذا كان هناك أي مشاريع تعاونية أخرى قد تمت بالفعل.
لكن حقيقة الأمور تكشفت شيئا فشيئا لتضطر فيسبوك لاحقا لفصل ألكسندر سبيكتر من منصتها على إثر “خديعة” جمع البيانات التي كانت في القلب من فضيحة كامبريدج أناليتيكا.