Site icon أوروبا بالعربي

يوروآسيا: النظام السعودي بوضع متأزم

أكدت مجموعة يوروآسيا للاستشارات أن النظام السعودي لا يزال في “وضع متأزم”، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، معتبرة أن “حقبة اتخاذ القرارات بشكل توافقي بين كبار الأمراء قد انتهت ما يزيد من أزمة النظام”.
وشككت المجموعة الاستراتيجية في تقرير لها الجمعة في إمكانية نجاح السعودية في تجاوز تداعيات أزمة اغتيال الصحفي المخضرم داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت المجموعة إنه رغم الجهود التي تبذلها الرياض في هذه القضية، فإن القيادة السعودية ستبقى عرضة لتداعياتها.
وتابعت أنه ومع تداعيات قضية مقتل خاشقجي، فإنه يتعيّن على ولي العهد محمد بن سلمان “أن يتخلى عن بعض السلطات التي راكمها في السنوات الأخيرة”.
وأضافت المجموعة والتي تتخذ مدينة نيويورك مقرا لها أن الملك سلمان “أصبح أكثر انخراطا في القرارات، كما أنه من المرجّح أن يطالب أفراد الأسرة بدور أكبر في المشاورات”.
وقالت إن السلطات السعودية تسرّع تحقيقاتها مع المشتبه فيهم في قضية مقتل خاشقجي ومحاكمتهم، لنزع فتيل أي تصعيد محتمل من جانب تركيا والكونغرس الأميركي.
وأكدت المجموعة الاستشارية أنه على الرغم من أن التحقيق في مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية “ليس مستقلا على وجه الخصوص، فإنه تم إبعاد ولي العهد عن القضية برمّتها”.
وجاء هذا التقرير قبيل إعلان خلاصة تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أيه بأن ولي العهد محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.
في المقابل، تمسكت السلطات السعودية بروايتها التي تلقي اللوم على أعضاء في فريق ما وصفتهم بالتفاوض مع خاشقجي والذين كلفوا باستعادة خاشقجي للرياض باي شكل.
ووجهت النيابة العامة السعودية “التهم إلى 11 شخصا من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي وعددهم 21″، وطالبت بقتل “من أمر وباشر الجريمة منهم، وعددهم خمسة أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية على البقية”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وفي سياق متصل لتداعيات الجريمة، طرح أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون الخميس لمعاقبة الرياض، على خلفية مقتل خاشقجي وانتهاكاتها الخطيرة في حرب اليمن.
ويتضمن مشروع القانون اتخاذ إجراءات تشمل وقف مبيعات الأسلحة للسعودية، وحظر قيام الولايات المتحدة بإعادة تزويد طائرات التحالف -بقيادة السعودية- بالوقود من أجل الحملة التي تقودها الرياض في اليمن على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
وقال راند بول العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي لقناة “سي أن أن” إن حرمان الطائرات الحربية السعودية من قِطع الغيار وأشكال الدعم الأخرى سيوقف الحرب في اليمن. واستبعد راند بول جهل وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بخطة قتل جمال خاشقجي مسبقا.
وأضاف بول “من المشكوك فيه في ظل نظام استبدادي كالنظام السعودي أن يحدث شيء من دون دعم ولي العهد. تقديري أنه كان في الأرجح على علم بما جرى وربما تم بتوجيه منه.
واستكمل النائب الأمريكي أن ما يفزعه أكثر “ليس قتل الصحفي المنشق فقط، بل حملة القصف السعودي العشوائي على اليمن أيضا، وإسنادنا لها في هذا الأمر. إن معاقبة من هم وراء جدران السجون ليس إلا تمثيلا وتظاهرا”.
وقال إن ما يحسب له السعوديون حسابا هو السلاح، وطائراتهم الحربية لن تقلع من دون قطع غيار وتصليح وتدريب توفره الولايات المتحدة، وإن حرمانها من كل ذلك سيوقف الحرب في اليمن”.

Exit mobile version