كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية كذب الإمارات العربية المتحدة في قضية اعتقال الأكاديمي البريطاني بجامعة درهام ماثيو هيدجز، والذي اعتقلت الامارات ل6 شهور قبل أن تحاكمه بمحاكمة هزلية، وتضطر لاطلاق سراحه بعد أسبوع.
وفندت الشبكة الأمريكية رواية الإمارات الرسمية التي تحدثت عن اعتقال قانوني للأكاديمي البريطاني، وأنه حصل على كامل حقوقه كمعتقل. وأكد ماثيو هيدجز لسي إن إن أنه تعرض للاعتقال بطريقة غير قانونية.
وبين ماثيو أنه كان من المفترض أن يغادر البلاد في مايو الماضي وجاءت والدته مع إلى المطار لتودعه “لأني لم أكن لأراها لعدة شهور”.
وتابع “سجلت دخولي وذهبت للمنطقة ما قبل المغادرة للطائرة حيث يتحققون من بطاقة العودة، حينما جاء إليه حوالي 10 مسؤولين من الأمن الاماراتي يرتدون الثوب المحلي واخرون يرتدون الزي الأسود”.
وقال هيدجز: “أخبروني انني يجب أن اذهب معهم، فسألتهم هل أنا معتقل، فلم يؤكدوا ان كنت معتقلا أو لا، وطلبت الحصول على خدمة محامي، لكنهم رفضوا ذلك”. وأضاف الأكاديمي البريطاني” قالو ان هناك قضية ضدي ثم قالوا انه لم تكن هناك قضية ضدي !”.
وقال هيدجز لشبكة سي إن إن: “بعد 6 أسابيع من الاعتقال أخبروني أني متهم بالتجسس ولكن قيل لي ذلك لأنني اعترفت
ووقعت على جميع الوثائق لمساعدتهم في التحقيقات حيث قالوا لي إن أسوأ ما يمكن أن أتعرض له هو الترحيل”. وتابع “قالوا لي انهم سيحاولون تسهيل الإجراءات.. لقد قال لي هذا المحقق والمدعي العام”.
واستكمل هيدجز حديثه قائلا: “قالوا إنني كنت محظوظا لأني قلت الحقيقة لأنه ان لم اقل ذلك فقد اسجن ل20 او 30 عاما، والمفارقة أنه هذه كانت التهمة التي وجهت لي في المحكمة !”.
وكان هيدجز قد تعرض لسوء المعاملة واحتجاز بإجراءات غير قانونية، وقد أجبره السجانون على تناول أقراص مخدرة خلال فترة احتجازه في السجون الإماراتية، وهو يعاني حاليا من أعراض انسحاب حادة؛ بعد إجباره على بلع الأقراص.
واحتجز هيدجز البالغ من العمر (31 عاما)، لما يقرب من 6 أشهر فى حبس انفرادي، بعد إلقاء القبض عليه في مطار دبي في مايو/أيار؛ للاشتباه في قيامه بالتجسس لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني “إم.آي-6” بعد أن وصل الإمارات لإجراء بحث دراسي في إطار دراسته للدكتوراه.
وأدنت محكمة إماراتية هيدجز بالتهم الموجه إليه، خلال جلسة مدتها خمسة دقائق، ما أثار دهشت المراقبين، لكن المثير أكثر كان قرار الإمارات الإفراج عنه بعد أسبوع فقط بحجة تقديم ذويه لطلب استرحام.
وقال الكاتب البريطاني، إن “هيدجز” كشف أنه يكافح الآن من أجل التعافي من الأدوية العشوائية التي تم إجباره على تعاطيها خلال فترة أسره في دولة الإمارات.
وذكر الكاتب أن السجّانين أجبروه على تناول خليط من عقاري “زاناكس” و”فاليوم”، وهما عقاران مسببان للإدمان.
وأضاف الكاتب أنه بعدما شعر محتجزوه بالخوف بسبب صمته الطويل، أعطوه عقار “ريتالين” المنبه وهي العقارات التي قال أصدقاؤه إنها أعطيت له دون مباشرة طبية مناسبة، ما جعله يبدو مترنحا طوال الوقت منذ مغادرة الإمارات حتى بعد وصوله إلى منزله في بريطانيا.
وقال الكاتب إن “هيدجيز” صرح للصحافة بأنه سيبدأ برنامجا لتلقي العلاج النفسي والرعاية العقلية بسبب إصابته بالأرق والاكتئاب.
ونقل الكاتب الصحفي عن هيدجز قوله إن “هؤلاء الذين تحفظوا عليَّ بالإمارات، قرروا أنهم سيتعاملون مع نوبات الذعر والاكتئاب، عن طريق إخضاعي لمعالجة طبية شديدة، وأنا الآن مضطر للتعامل مع هذا الأمر بما في ذلك، أعراض انسحاب شديدة للغاية للمخدر من جسدي”.
ويعتقد هيدجز أن مواطنا إمارتيا، لديه خلاف مع السلطات بالإمارات، هو من وشى به وأدلى للسلطات بتلك المزاعم الكاذبة بالتجسس ضده فى مسعى منه للحصول على القبول من النخبة الإماراتية.