الحملة الدولية لمحاكمة محمد بن سلمان تطالب روسيا بعدم بيع السلاح للسعودية
طالبت الحملة الدولية لمحاكمة محمد بن سلمان روسيا بعدم بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية المتهمة بارتكاب جرائم حرب خطيرة في الحرب اليمنية، حيث ترأس تحالفا عسكريا مع الإمارات العربية المتحدة.
وقد دفعت جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتزايد جرائم الحرب السعودية في اليمن العديد من دول العالم لاتخاذ موقف أخلاقي والاستجابة لضغوطات داخلية بوقف بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية. لكن دول أخرى لا تلق بالا للجانب الأخلاقي والقانوني وترى في ذلك فرصة ربحية كبرى لتوريد الأسلحة للسعودية رغم علم الجميع بالطريقة التي تستخدم بها هذه الأسلحة في اليمن.
وعلى مدار سنوات طويلة اعتمدت السعودية على الولايات المتحدة الأمريكية كمصدر أساسي للسلاح، إضافة لبريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى، وكانت واردت الأسلحة الروسية للسعودية تكاد تكون معدومة. الأمر الذي شجع موسكو حاليا لتجاوز الضغط الدولي على الرياض لوقف جرائم الحرب الفظيعة التي ترتكبها في اليمن، ومحاسبة المسؤولين عن قتل الصحفي خاشقجي.
وأكدت التحقيقات الأمنية وتقارير المخابرات الدولية وبينها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المباشرة عن جريمة اغتيال خاشقجي، وجرائم الحرب المتصاعدة في اليمن.
وفي هذا السياق، دعت الحملة الدولية لمحاكمة محمد بن سلمان في بيان صحفي جميع الدول وبينها روسيا إلى احترام معايير حقوق الإنسان في تصدير الأسلحة، والتوقف عن الأنانية وكسب المال على حساب حقوق الإنسان.
وشددت الحملة على أهمية استمرار وقف تصدير الأسلحة للسعودية من قبل الدول التي أعلنت ذلك عقب جريمة اغتيال خاشقجي في الثاني من أكتوبر تشرين أول الماضي.
ورأت الحملة أن بيع الأسلحة للدكتاتوريات ينم عن جشاعة لا نظير لها، خاصة مع ارتكاب هذه الدكتاتوريات مثل النظام السعودي لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وثقتها الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، والتي ترى أنها تصاعدت مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة الغنية بالنفط.
ودخل ابن سلمان في معركة عسكرية في اليمن، راح ضحيتها آلاف الأبرياء من المدنيين وأودت بالبلاد الفقيرة أصلا إلى أسوء أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليا. كما قمع ابن سلمان بقوة أي معارضة داخلية وتعاداها لاعتقال الآلاف بينهم رجال أعمال وعلماء دين ودعاة وصحفيون وحقوقيون وناشطات نسويات واستولى على مليارات الدولارات بحجة مكافحة الفساد.
لكن أبشع جرائم ابن سلمان التي شهدها العالم كانت ملاحقته للصحفي جمال خاشقجي وارساله فريق من القتلة برئاسة أحد مساعديه ماهر المطرب، والذي قام بدوره بتنفيذ تعليمات ابن سلمان بقتل خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول التركية، وتقطيع جثته اربا باستخدام منشار كهربائي، والتخلص منها باستخدام مواد كيماوية.
وقالت الحملة الدولية في بيانها إن جرائم ابن سلمان الماثلة امام سمع وبصر العالم داخل المملكة وخارجها مثل اليمن، لتدعو كل أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى الدفع بتقديم الأمير الشاب لمحاكمة دولية محايدة لإنصاف الضحايا ومنع ارتكاب المزيد من الجرائم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد احتج أمس الخميس على عدم فرض عقوبات على السعودية بعد جريمة اغتيال خاشقجي مثلما فرض الغرب على روسيا بعد تعرض جاسوس روسي لمحاولة اغتيال في بريطانيا.
وكان آخر اتفاق معلن بين النظام السعودي وروسيا بخصوص الأسلحة، حينما زار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود روسيا عام 2017 ووقع صفقات تجارية واقتصادية وعسكرية متنوعة أهمها صفقة شراء منظومة “اس-400” الدفاعية من روسيا.
ولا تحترم قوانين تصدير الأسلحة الروسية المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وقد دخلت شركة سلاح روسية روسية لأول مرة إلى قائمة العشر شركات الأوائل عالمياً من حيث المبيعات وذلك على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على روسيا من عدة دول غربية.
وطبقاً لتقرير معهد ستوكهولم الدولي للبحوث (سيبري)، فقد حلت شركة ألماز-أنتي الروسية بالمركز العاشر في قائمة الشركات الأكثر بيعاً للسلاح في العالم.
وحققت الشركات الروسية مبيعات بقيمة 37.7 مليار دولار عام 2017 وهو ما يشكل 9.5% من إجمالي مبيعات الشركات عالمياً.