يعتبر البحر الأبيض المتوسط اقدم بحار العالم ويسمى البحر العجوز، وقد احتضن على سواحله أقدم حضارات العالم، وشهد تطور الملاحة وركوب الإنسان للبحر، لكنه وخلال الأعوام القليلة الماضية أصبح من أكثر البحار القتلة للبشر.
وتفيد الأرقام التي أفصحت عنها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن إجمالي 2262 مهاجرا “ماتوا أو اعتبروا مفقودين” لدى محاولتهم اجتياز البحر المتوسط في 2018، مقابل 3139 في 2017. ما يعني أن البحر المتوسط يبقى الطريق البحرية الأكثر خطورة للمهاجرين وطالبي اللجوء.
وعلى صعيد الوصول، اجتاز 113482 شخصا البحر للوصول اللي شواطئ البلدان المتوسطية في 2018، وهذا يعتبر تراجعا كبيرا بالنسبة إلى العام السابق (172301). والى هذه الأرقام، يتعين إضافة حوالي 6700 شخص مسجلين في منطقتي سبتة ومليلة لكنهم لم يعبروا البحر. لذلك وصل بالإجمال 120205 مهاجرين العام الماضي إلى أوروبا.
وتعني هذه الأرقام تراجعا كبيرا بالنسبة إلى “الذروة” التي بلغت مليونا و15 مهاجرا وصلوا في 2015، في خضم أزمة اللاجئين. لكن التراجع بالنسبة إلى الوفيات أقل بروزا: فقد لقي 3800 شخص حتفهم آنذاك. إلا أن عدد الوفيات ارتفع نسبيا بصورة قليلة في 2018 بالنسبة إلى العام السابق.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سيلين شميت لوكالة فرانس برس إن “المتوسط شكل لسنوات أكثر بحر مميت في العالم للمهاجرين واللاجئين، مع نسبة وفيات سجلت ارتفاعا كبيرا”. وأضافت “في 2019، من الضروري الخروج من المأزق الراهن، وإنهاء التعامل مع المسائل كل واحدة بمفردها..”، داعية إلى “آلية إقليمية لعمليات إيصال المهاجرين”.
وشهد عام 2018 المنقضي أزمة دبلوماسية بين البلدان الأوروبية حول استقبال اللاجئين، خصوصًا بعدما أغلقت الحكومة الإيطالية الشعبوية، المرافئ أمام السفن التي تنقل مهاجرين هذا الصيف. فيما كانت الطريق الرئيسية للهجرة تمر حتى الآن عبر ليبيا وإيطاليا، عادت إسبانيا العام الماضي بوابة الدخول الأولى إلى أوروبا.
وانتهى المطاف بمئات الآلاف من اللاجئين الذين أرادوا الوصول إلى أوروبا بأن يكونوا عالقين في ليبيا في ظروف صعبة للغاية. ودفع الفقر والحاجة والحروب المستعرة في الشرق الأوسط السكان لمحاولة الهجرة شمالا لأوروبا سعيا لحياة أفضل.