السيسي في اللقاء الفاضح: سلمنا سيناء لإسرائيل
بثت شبكة “سي.بي.أس” الأميركية المقابلة التي أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن برنامج “60 دقيقة”، والتي أدى فيها السيسي أداء مرتبكا، وسعى بعدها لمنع بث المقابلة التي واجهته بعدد من الأسئلة الصعبة، بينها: لماذا يصفه بعض المصريين بأنه “دكتاتور عسكري”؟
وخلال المقابلة التي أذيعت مساء الأحد بتوقيت شرق الولايات المتحدة، سأل المحاور السيسي عن إطاحته بالرئيس المدني الأول في تاريخ مصر محمد مرسي، وفض اعتصام رابعة العدوية، والمعتقلين السياسيين في مصر، والتعاون المصري الإسرائيلي في عهده.
وكانت “سي.بي.أس” قد كشفت قبل أيام قليلة أن السفير المصري في واشنطن طلب عقب تسجيل اللقاء مع السيسي أن تمتنع الشبكة عن بثه، لكنها رفضت الاستجابة لهذا الطلب.
وسأل المحاور السيسي “هل لديك فكرة جيدة عن عدد المعتقلين السياسيين الذين تحتجزهم؟”، فأجاب قائلا “ليس لدينا معتقلون سياسيون أو سجناء رأي”، وأضاف أن هناك عناصر متطرفة تخضع لمحاكمات عادلة.
وقال له المحاور إن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن هناك نحو ستين ألف معتقل سياسي في مصر، فأجاب السيسي بأنه لا يعرف من أين جاءت المنظمة بهذا الرقم.
أسئلة الانقلاب
وتطرق المحاور إلى إطاحة السيسي حين كان وزيرا للدفاع بالرئيس محمد مرسي عام 2013، فقال السيسي إن “القضية كلها أن الشعب المصري رفض هذا الشكل من الحكم الديني المتشدد، ومن حق الشعب المصري أن يرفض أن تغيّر هويته بهذا الشكل”.
The Egyptian government asked 60 Minutes not to air our interview with President Abdel Fattah El-Sisi. The team behind the story tells 60 Minutes Overtime what happened. https://t.co/QCYcYiTSLl pic.twitter.com/iqn5yFW3bP
— 60 Minutes (@60Minutes) January 7, 2019
وتحدث المحاور عن مسؤولية السلطات عن مقتل نحو 800 شخص -وفقا لما ذكره- في اعتصام رابعة العدوية الذي أقامه الرافضون للإطاحة بمرسي، في حين قال السيسي “نحن نتعامل (نتصدى) فقط مع تيار الإسلام السياسي المتشدد الذي يرفع السلاح”.
وقال المذيع المحاور للسيسي أنه تحدث مع عدد من المصريين الذين يرفضون وصفه بأنه رئيس مصر ويقولون إنه دكتاتور عسكري، فقال السيسي “لا أعرف مع من تحدثت تحديدا، لكن ثلاثين مليون مصري خرجوا رفضا للحكم الذي كان موجودا”، وأضاف “للحفاظ على الأمن والاستقرار كانت المرحلة تتطلب إجراءات أمنية”.
في شأن العلاقات المصرية الإسرائيلية، سئل السيسي هل التعاون بين الجانبين اليوم أقوى من أي وقت مضى؟ فقال “هذا صحيح”، وأضاف أن القوات الجوية المصرية تحتاج أحيانا للعبور إلى الجانب الإسرائيلي، ولذلك هناك تنسيق مع الإسرائيليين على نطاق واسع، حسب قوله.
وتخللت الحلقة التي أذيع فيها اللقاء مع السيسي، لقاءات أخرى مع عدد من الشخصيات بينهم المعتقل السابق في مصر محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأميركية، وأحد القياديين في جماعة الإخوان المسلمين.
سواء أسميته"يا فتاح يا عليم" أو "يا رزاق يا كريم" لا فرق..سيبقى اسمك خالدًا في التاريخ تحت عنوان"حارق مسجد رابعة ومسجد الفتح في رمسيس وقاتل المصلين والمعتصمين فيهما".
— wael kandil (@waiel65) January 6, 2019
وقال الصحفي سكوت بيلي -الذي حاور السيسي- في مقدمة الحلقة إن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تذهب إلى نظام متهم بأسوأ الانتهاكات في تاريخ مصر الحديث. وأكد أن معارضي السيسي سُجنوا بالآلاف، وأن السيسي خنق حرية التعبير، وأن قواته قتلت المحتجين.
وتابع بيلي أن السيسي لا يجري الكثير من المقابلات الصحفية “وقد فوجئنا بحديثه إلينا”. وأضاف أن السيسي فوجئ -على ما يبدو- بالأسئلة، وهو ما يفسر طلب حكومته من “سي.بي.أس” عدم بث المقابلة، وفقا لما قاله بيلي.
الحكومة المصرية أكدت ان عدد المسلحين في رابعة بالعشرات فيما #السيسي وهو يتصبب عرقاً أحصاهم بالألاف. وهكذا لا تملك إلا ان تشعر بالخجل والمرارة وأنت تسأل كيف استطاع هذا الديكتاتور الغبي والكاذب أن يحكم دولة عريقة بحجم #مصر؟ pic.twitter.com/R2WRocUvjY
— نظام المهداوي (@NezamMahdawi) January 7, 2019
وقد أجريت هذه المقابلة في فندق بمدينة نيويورك قبل بضعة أشهر.
وقبل بث المقابلة، أذاعت “سي.بي.أس” فقرة تتناول ما جرى في الكواليس، وتحدث فيها سكوت بيلي ومنتجة المقابلة عن تدخلات المسؤولين المصريين -بمن فيهم رئيس المخابرات- لمنع البث.