تعرض المصلين في الحرم المكي الشريف خلال اليومين الماضيين لهجمات أسراب الصراصير التي اجتاحت الحرم وأحياء قريبة منه في العاصمة المقدسة، الأمر الذي عزته هيئة دولية مختصة لفساد واهمال السلطات السعودية المسؤولة.
وتتكاثر هذه الحشرات في أجواء بيئية غير صحية، مثل تلك المستنقعات والمجاري المنتشرة في الأحياء المجاورة للحرم المكي الشريف.
https://twitter.com/zeze2921/status/1082317177783549952
وأكدت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين في بيان صحفي أن الفشل في تطوير أنظمة الصرف الصحي في مكة المكرمة وخاصة في الحرم المكي ساهم في تكاثر هذه المخاطر والحشرات المؤذية. وقد بلغت أسراب الصراصير من كثرتها أن تغزو مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية.
واعتبرت الهيئة أن انتشار هذه الحشرات ما هو إلا آيات من الله عز وجل ونذر غضب لفساد حل أو خير انقطع في الحرم المكي، وقال الله تعالى: ” وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ” وقال عن بني إسرائيل ” فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ”.
ورغم تحذيرات الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين من الفشل الذريع والفساد المستشري في إدارة العاصمة المقدسة وخاصة ما يتعلق في الحرم المكي على وجه الخصوص؛ فقد منع الفساد استباق هذه الأحداث بالإصلاحات المطلوبة، وفق البيان.
بالفيديو: الصراصير تغزو محيط الحرم المكيhttps://t.co/tTw70gbiqG pic.twitter.com/Wf54K44ZNJ
— BBC News عربي (@BBCArabic) January 8, 2019
ولا يقف الفشل والفساد عند الصرف الصحي في الحرم بل حتى في الأودية المنتشرة في مكة المكرمة والتي تترك نهبا للشركات ورجال الأعمال الذين يرمون فيها مخلفات البناء وغيرها ما يؤثر على مسار مياه الامطار ويعتبر بيئة خصبة لتكاثر الأوبئة والحشرات مثل الصراصير.
السلطات السعودية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، انتظرت حتى تغزو أسراب الصراصير الحرم المكي وانتشرت الفيديوهات لها في مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعلن أنها ستحارب الحشرات في كل أنحاء مكة، وترسل الموظفين لرشها بالمبيدات الحشرية في قنوات الصرف الصحي. وأعلنت انها نشرت 22 فرقة مكونة من 138 فردا و111 جهاز مكافحة الحشرات، وفق ما أعلن أمين العاصمة المقدسة، المهندس محمد بن عبدالله القويحص.
وقالت أمانة العاصمة المقدسة في بيان صحفي إنه تم توجيه كافة الفرق المختصة للعمل على سرعة القضاء على حشرة صراصير الليل حول ساحات الحرم. وجاء نص البيان كالتالي: إشارة إلى مقاطع الفيديو المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح انتشار الحشرات في الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف فتود أمانة العاصمة المقدسة أن توضح أن هذه الحشرة تسمى الجنادب السوداء ( الجداجد ) أو ما يسمى صرار الليل من الحشرات المهاجرة وقد تم توجيه كافة الفرق المتخصصة للعمل في المكافحة للقضاء على هذه الحشرات.
وأضاف” البيان” تم إرسال 22 فرقة مكونة من (138) فرد و ( 111) جهاز مكافحة وقد تم التركيز على مواقع توالدها وتكاثرها بغرف تفتيش الصرف الصحي ومناهل مياه الصرف المكشوفة حول ساحات الحرم المكي الشريف دورات المياه المحيطة بالساحات ( بمنطقة القشاشية). وتابع: نتيجة التنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فقد تم تسخير كافة الجهود والطاقات والإمكانيات المتوفرة لدى أمانة العاصمة المقدسة لسرعة القضاء على هذه الحشرات حرصا على راحة وسلامة ضيوف بيت الله الحرام .
وعلقت الهيئة الدولية على هذا البيان قائلة إنه لا يدع مجالا للشك على الفشل الإداري الذريع الذي هيئة كل الأسباب لوقوع المشكلة ثم اضطر لمحاولة علاجها بعد أن اشتكى منها ضيوف الرحمن وانتشرت الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين على أن غزو الصراصير هي رسالة أولى ونتيجة بسيطة للفشل والفساد المستشري في إدارة الحرمين والعاصمة المقدسة، والذي ينذر بمشاكل أكبر وأعظم، قد تؤثر بشكل جلي على قدرة المسلمين أداء العبادات والمناسك في الحرم المكي، خاصة لجهة الفشل في إدارة نظام الصرف الصحي.
امبارح كان في الحرم.ملايين من حشرات اسمها صراصير الليل ومنعت الصلاة في الحرم المكي ايات الليل لا تنقطع واصبحت اكتر في ارض الحرمين
ربنا يهلك الظالمين ويحفظ بلاد المسلمين pic.twitter.com/07fpKSTXFK— SHaimaa ? (@Shasha_shosha88) January 8, 2019
ودعت الهيئة الدولية السلطات السعودية للاستعانة الفورية بخبراء البيئة المسلمين ومختصي مكافحة الحشرات ومراجعة نظام الصرف الصحي في العاصمة المقدسة. كما تطالب الهيئة بإشراك الخبراء المسلمين في إدارة الحرمين الشريفين بشكل دائم في محاولة لاصلاح المشاكل المستعصية في إدارة الحرمين الذين يعدان أقدس بقاع الأرض للمسلمين في العالم أجمع.
وفي رسالة تحذير، شددت الهيئة على أن تجاهل السلطات السعودية لدعوات المنظمات والهيئات الإسلامية في العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الحرم المكي ينذر بخطر محدق ويتطلب من الدول الإسلامية سرعة الاستجابة والضغط على السلطات السعودية لحل المشكلة.