الكونجرس يحي مئوية خاشقجي
أحيى الكونغرس الأمريكي المئوية الأولى لرحيل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي اغتيل على يد فريق أمني سعودي برئاسة مساعد ولي العهد محمد بن سلمان في الثاني من أكتوبر تشرين أول الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.
وشارك برلمانيون أمريكيون من المعسكرين، الجمهوري والديمقراطي، في الحفل، إلى جانب حضور أصدقاء الصحافي المعروف في الولايات المتحدة وممثلين عن منظمات حقوقية.
وفي القاعة التي تصدّرتها صورة خاشقجي، بدأ إحياء الذكرى بالوقوف دقيقة صمت على روح الصحافي الذي قُتل ولم تعرف مكان جثته بعد، كما لم تكشف كل الحقائق المتعلقة بجريمة مقتله وتقديم المسؤولين الفعليين إلى القضاء.
وكان خاشقجي مقرّبًا من دوائر السُلطة في السعوديّة، قبل أن يتحوّل إلى منتقد لوليّ العهد الأمير محمد بن سلمان. ويفر إلى منفاه الاختياري الولايات المتحدة الأمريكية عقب حملة اعتقالات شرسة شنها ابن سلمان.
لكن ابن سلمان أرسل في أثره واستدرجه لقنصلية الرياض في إسطنبول وقام فريقه الأمني بقتله وتقطيع جثته إربا، في عمليّة أكدت الرياض بعد أسابيع من النفي أنّ عناصر نفّذوها “خارج إطار صلاحيّاتهم”. وأعلنت المملكة لاحقًا توقيف 21 شخصًا للاشتباه في تورّطهم بالعمليّة، لكنّها أبعدت الشبهات عن ولي العهد النافذ.
وخلال حفل احياء الذكرى، قالت الرئيسة الديموقراطيّة لمجلس النوّاب الأميركي نانسي بيلوسي إنّ “اغتيال خاشقجي عمل بغيض وإهانة للبشريّة، وإذا قرّرنا أنّ المصالح التجاريّة يجب أن تسحق تصريحاتنا وأفعالنا، فعلينا أن نُقرّ بأننا فقدنا كلّ سلطةٍ أخلاقيّة لإدانة فظائع في أيّ مكان في العالم”.
بدوره، أفاد، فريد ريان، رئيس مجلس إدارة صحيفة “واشنطن بوست” التي كان خاشقجي يكتب فيها، إنّ مقتل الصحافي السعودي “أثّر بعمق على زملائه”. وأضاف “لكنّ الأمر لا يتعلّق بقتل صحافي بريء فحسب، فاغتيال جمال يدخل في إطار هجمات متنامية على حرّية الصحافة يشنّها طغاة في كلّ أنحاء العالم”.
من جهتها، تحدّثت مديرة منظّمة “مراسلون بلا حدود” في أميركا الشمالية مارغو إيوين عن وجود “صحافيّين ومدوّنين وعاملين في وسائل إعلام يعيشون كلّ يوم تحت التهديد”. وقالت “دعونا نؤكّد معاً أنّ مَن دفع، مثل جمال، الثمن الأكبر، لن تذهب تضحياته سدى”.
كما دعت منظّمة العفو الدوليّة غير الحكوميّة في بيان صحفي خاص بمناسبة مرور 100 يوم على اغتيال خاشقجي إلى فتح تحقيق دولي حول هذه الجريمة تحت إشراف الأمم المتّحدة، مشككة بنتائج التحقيقات الرسمية السعودية.