مع اقتراب الموعد المقرر للتصويت التاريخي في البرلمان البريطاني على خطة الانفصال من الاتحاد الاوروبي، بثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مزيدا من التطمينات التي حصلت عليها من الاتحاد الأوروبي عشية التصويت على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وحذرت ماي أعضاء البرلمان من أن رفض الخطة قد يؤدي إلى تفكك المملكة المتحدة وإلى “شلل” قد يبقي بريطانيا بسببه في الاتحاد.
وفي رسالة أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أنهما مستعدان لتقديم توضيحات لها “قيمة قانونية” حول البند المثير للجدل بشأن إيرلندا. لكن ماي أقرت أن هذا العرض لا يلبي ما أرادته. إلا أنها قالت “أنا مقتنعة بأن النواب لديهم أوضح التطمينات بأن هذا هو أفضل اتفاق ممكن ويستحق دعمهم”.
كما وعدت ماي بتوضيحات حول ما يسمى بترتيب “شبكة الأمان” الخاص بإيرلندا عندما أجلت تصويت البرلمان في كانون الأول/ديسمبر خشية هزيمتها في التصويت في مجلس العموم. ولكن وفيما يستعد النواب إلى الإدلاء بأصواتهم مساء اليوم الثلاثاء، لا يزال عدد كبير من نواب حزبها المحافظ وحلفائها الإيرلنديين الشماليين يعارضون الخطة بشدة.
وكثف النواب المعارضون لبريسكت الآن جهودهم لتكبيل أيدي الحكومة في البرلمان في مسعى لتجنب الاحتمال السيء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 أيار/مايو2019 بدون التوصل إلى اتفاق. وتمسكت ماي بموقفها بأن الطريقة الوحيدة لتجنب بريكست “بدون اتفاق” هو دعم اتفاقها، وقالت “إذا كان الخروج بدون اتفاق سيئا بالدرجة التي تعتقدونها، فإن عدم القيام بأي شيء هو قمة الطيش”.
من جانبه أعلن حزب العمال المعارض، الذي يفضل البقاء في اتحاد جمركي دائم مع الاتحاد الأوروبي، أنه سيسعى إلى التصويت بحجب الثقة في الحكومة في حال رفض النواب خطة ماي. وفي حال خسرت الحكومة، فسيكون أمام الأحزاب 14 يوماً للعثور على بديل يحظى بدعم معظم النواب، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وكان وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس حذر مؤخرا من أن فرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من عدمه ستكون بالمناصفة في حال رفض أعضاء البرلمان اتفاق بريكست.
وقال فوكس، الذي كان من أشد المدافعين عن بريكست أثناء استفتاء العام 2016، مخاطبا النواب الذين يعتزمون التصويت ضد خطة ماي إن الاتفاق الذي أبرمته هو الطريقة الوحيدة “للتأكد مئة بالمئة” من أن بريطانيا ستغادر التكتل. وأضاف لصحيفة “ذي صنداي تايمز” “إذا لم نصوت لأجل ذلك، لست متأكدا إن كنت سأعطي (إمكان الانسحاب من الاتحاد الأوروبي) أكثر من 50/50”.