شدد مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشغل منصب وزير العدل، وليام بار، على أنه “من المهم جدا أن يكمل المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقاته” بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وباقي الملفات المتفرعة منها.
وأكد بار أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ التي تنظر بإجراءات المصادقة على تعيينه، أن “الرئيس ترامب لم يطلب مني أي تعهدات أو ضمانات مسبقة لشغل هذا المنصب”، مضيفا أنه لن يسمح للمصالح السياسية للحزبين أو المصالح الشخصية بـ”التدخل في تحقيقات روبرت مولر”.
وأوضح مرشح ترامب لشغل منصب وزير العدل، أنه “من الأهمية بمكان إبلاغ عامة الشعب والكونغرس بنتائج تحقيقات مولر”، مبرزا أنه يثق في مولر وفي عمله، و”لا أعتقد أنه سيتورط في مؤامرة”.
وحدد بار أولويته على رأس وزارة العدل بقوله: “في حال تأكيد ترشيحي، فالأولوية لي ستكون تنفيذ القانون بمجال الهجرة”، لافتا إلى أنه من المرجح أن ينحاز إلى مسعى الإدارة لزيادة الصعوبات أمام طالبي اللجوء قائلا للجنة بمجلس الشيوخ الأميركي إنه يؤيد فكرة بقاء طالبي اللجوء خارج الحدود الأميركية أثناء التعامل مع طلبات اللجوء التي قدموها.
وقال بار أثناء الجلسة “نظرا لانتهاكات نظام اللجوء في الوقت الحالي أفضل دائما التعامل مع طالبي اللجوء خارج الولايات المتحدة”.
واستبق بار جلسة بتأكيده أنه يؤيد السماح للمحقق مولر بإنهاء تحقيقه في تواطؤ روسي ونشر تقريره النهائي.
وفيما يسود الاعتقاد بأن ترامب نفسه هو هدف محتمل لتحقيق مولر، سعى بار لتبديد القلق من أنه كوزير قد يعيق التحقيق لحماية الرئيس.
وقال بار في شهادة معدة مسبقا لجلسة المصادقة على تعيينه: “أعتقد أنه من المهم جدا السماح للمحقق الخاص بإنهاء تحقيقه”. وأضاف “أعتقد أيضا أنه من المهم جدا إطلاع الناس والكونغرس على نتائج عمل المحقق الخاص. ولهذا السبب فإن هدفي سيكون تأمين أكبر قدر من الشفافية بما يتماشى مع القانون”.
وبار، الذي كان مدعيا عاما خلال فترة الرئيس جورج بوش الأب من 1991 إلى 1993، ثم محامي شركات لـ25 عاما، دأب على انتقاد تحقيق مولر، ملمحا إلى أن نطاق التحقيق ربما هو واسع جدا، ويعمل فيه متعاطفون مع الديمقراطيين.
وقال أيضا في مذكرة وجهها إلى وزارة العدل العام الماضي، ويعتقد أنها أرسلت إلى البيت الأبيض، إنه ليس لدى مولر أسباب تدعو للتحقيق في ما إذا كان ترامب قد عرقل القضاء بعدما أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) جيمس كومي، في مايو/ أيار 2017، وسط غضبه إزاء التحقيق الروسي.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الجمعة، أنه فور إقالة كومي، فتح “إف.بي.آي” تحقيقا استخباريا ليحدد ما إذا كان الرئيس يعمل لحساب روسيا.
واختار ترامب بار ليحل مكان جيف سيشنز، الذي أقيل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد علاقة متوترة انتقده فيها الرئيس بشكل متكرر لقراره النأي بنفسه عن الإشراف على تحقيق مولر.
وقال مرشح ترامب لوزارة العدل إنه يعرف مولر على المستوى المهني والشخصي منذ 30 عاما، وعملا سويا عندما كان بار مدعيا عاما في أوائل التسعينيات الماضية. وقال “عندما تم تعيينه محققا خاصا قلت إن اختياره أمر جيد، وإنني، حسب معرفتي به، على ثقة بأنه سيتولى المسألة بشكل صحيح. ولا تزال لدي هذه الثقة اليوم”.