ارتفع عدد قتلى قمع الشرطة السودانية لمسيرات الاحتجاج الشعبية أمس الخميس لثلاثة بعد وفاة مواطن ثالث متأثرا بجراحه الحرجة، فيما تختتم المسيرات الاحتجاجية شهرها الاول اليوم الجمعة.
ووصف الكاتب نيكولاس كريستوف مسيرة الاحتجاجات السوادنية بأنها “مسيرة نحو مذبحة”، في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز عن الأحدث المشتعلة في السودان. واعتبر الكاتب أن الاحتجاجات بطولية، مشيرا إلى عبارات المتظاهرين “سلمية سلمية” رغم استهداف قوات الأمن لهم بالذخيرة الحية.
وقال كريستوف إن المتظاهرين يجازفون بحياتهم لمحاولة إسقاط “حاكم إبادة جماعية” بينما يتجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وقيادات عالمية أخرى هذه الاحتجاجات الجريئة، مما يزيد من خطر تعرضهم لمذابح.
ووصف الكاتب الرئيس عمر البشير بأنه “ليس مجرد قاتل متسلسل بل سفاح إبادة جماعية” لأنه متهم بتنفيذ ثلاث إبادات جماعية في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور.
الطبيبة التى خرجت تهتف بحرقة شديدة امام مستشفى رويال كير تسقط تسقط تسقط هي شقيقة الشهيد الطفل محمد العبيد وتعمل في الطوارئ عندما هرعت لاسعاف القادم لم تكن تعلم انها تستقبل شقيقها الصغير وتودعه الى الابد.#مدن_السودان_تنتفض #موكب17يناير pic.twitter.com/ArB1lpJjtW
— رفيدة ياسين (@Rofaidayassin) January 17, 2019
وأشار إلى المسيرة التي انطلقت من الخرطوم ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد أمس، وأن هناك مخاوف متزايدة من أن يقرر البشير في مرحلة معينة أن الطريقة الوحيدة للبقاء في الحكم هي إراقة الدماء.
وانتقد الكاتب الأمريكي صمت الولايات المتحدة لما يجري في السودان وكيف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يصدر ولو بيانا واحدا، كما أن وزير خارجيته مايك بومبيو لم ينبس ببنت شفة.
وألمح إلى أن أميركا شاركت على استحياء في بيان مع بريطانيا وكندا يدعو البشير إلى إطلاق سراح المعتقلين والاعتراف بالحق في التظاهر السلمي. وأكد أهمية أن يكون هناك تحذير أكثر حزما لجميع قوات الأمن بأنهم سيحاسبون شخصيا على الفظائع التي ترتكب.
وأشار إلى أن المتظاهرين يعرفون أن احتجاجات الربيع العربي في دول مثل سوريا وليبيا قادت إلى كارثة وهم يخشون من انقلاب قصر يقوم به رجل قوي أو من خطر أن يصير السودان دولة فاشلة.
وأردف بأن السودان يتمتع رغم ذلك بقدرات كبيرة، بما في ذلك مجتمع مدني قوي ومثقف سئم الأيديولوجيين المستبدين ويتوق إلى الحرية.
وقال إن الشعب السوداني الشجاع في جميع أنحاء البلد يجد نفسه اليوم في أتون أكبر من الماضي ويتوسل لأميركا لترفع صوتها نصرة لهم على الأقل، وتساءل هل سيفعل ترامب وبومبيو هذا لأجلهم؟