الأمم المتحدة تدعو لانقاذ غزة
حذر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “نيكولاي ميلادينوف” من “كارثة إنسانية محتملة في قطاع غزة” الشريط الساحلي الفلسطيني الضيق على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
كما نبه ميلادينوف في الوقت ذاته من تضاؤل إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا موقف الأمم المتحدة الرافض للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في “الأراضي الفلسطيني” المحتلة .
وكان ميلادينوف يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك حول الحال في الشرق الأوسط، ولاسيما القضية الفلسطينية.
وقال المسؤول الأممي في إفادته إلي أعضاء المجلس والتي قدمها عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، إنه “مع بداية عام 2019، يجب ألا يكون لدينا أي أوهام حول الديناميات الخطيرة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، والتي لا تزال تتكشف أمام أعيننا”.
ومضى قائلا إنه: “فمع مرور الوقت، تضاءلت إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة بشكل منتظم من خلال الحقائق على الأرض”.
وأضاف ميلادينوف: “الوضع مازال كارثيا في قطاع غزة الذي يشهد انكماشا اقتصاديا هائلا، وفي ظل الاحتلال والدعم المتناقص”.
ويعاني قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، أوضاعا معيشية متردية، جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ نحو 12 عاما، إضافة إلى تعثر عملية المصالحة الوطنية بين حركتي “فتح”، و”حماس”.
وأمس، حذرت الأمم المتحدة، من تعرض مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 14، للخطر على نحو متزايد جراء نقص الكهرباء وانخفاض احتياطي وقود تشغيل مولدات الطوارئ أثناء انقطاع الكهرباء.
وتابع ميلادينوف: “الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار و قد يؤدي إلى صراع لا نهائي مع تصاعد التشدد من قبل جميع الأطراف إذا ترك على ما هو عليه بدون رؤية وإرادة سياسية من الجميع “.
واستعرض ميلادينوف أمام أعضاء المجلس تقريرا دوريا للأمين العام ذكر فيه أن ” عمليات هدم ومصادرة المباني المملوكة للفلسطينيين تواصلت في جميع أنحاء الضفة الغربية ، بما في ذلك القدس الشرقية”.
وأضاف: “تم الاستيلاء على نحو 25 مبنى أو هدمها بزعم عدم وجود تصاريح بناء صادرة من إسرائيل، وهي تصاريح يكاد يكون من المستحيل على الفلسطينيين الحصول عليها. ونتيجة لذلك ، تم تشريد 32 شخصًا”.
وشدد المبعوث الأممي على أن المستوطنات الإسرائيلية تشكل عقبة أمام السلام وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي هناك محاولات لإصدار تشريع يفرض القانون الإسرائيلي بصورة مباشرة على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما أثار مخاوف من احتمالات الضم في المستقبل.
يذكر أن المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية توقفت في أبريل / نيسان 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين قدماء في سجونها.