ترقب دولي لنتائج قمة أردوغان-بوتين
يكتسب اجتماع القمة التركي الروسي المقررة اليوم أهمية خاصة تنتظر نتائجه أهم العواصم الاقليمية والدولية المهتمة بالشأن السوري.
وقالت وسائل إعلام أوروبية بينها يورونيوز إن حالة من الترقب في واشنطن وتل ابيب ودمشق وحتى في طهران، لما قد يترتب عن اجتماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء.
ومن المتوقع أن تكون المحادثات المكثفة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعديه هذا الأسبوع مع إردوغان، وخارطة طريق أنقرة لحل معضلة السيطرة على المناطق الكردية، محور هذه المحادثات، بالإضافة إلى المناوشات التي تحصل بين إسرائيل والجماعات المسلحة المدعومة إيرانيا الموجودة في سوريا.
ويرى مراقبون إن الكيان الإسرائيلي استفاد من الحرية في التعامل مع عناصر مسلحة إيرانية في سوريا، فوجه ضربات عديدة آخرها كان الاثنين الماضي، هذه الحرية يستمدها من الاستراتيجية المتفق عليها مع واشنطن، بالسعي نحو كبح التمدد الإيراني في سوريا، كما أن روسيا، المسيطرة على المجال الجوي في سوريا تغاضت عن هذه الضربات.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، وبما يخص التغاضي الروسي فعلى إسرائيل ألا تعتمد فقط على تحسن العلاقات مع موسكو، فعليها التريث والتفكير بمدى إمكانية نجاح روسيا في فرض برنامجها الدبلوماسي.
وتتمتع “إسرائيل” بالتفوق العسكري في سوريا، طالما روسيا محايدة تجاه هذه التدخلات، أو أنها لا تدعم سوريا بمنظومة صواريخ مضادة للطائرات، مثل S-300 و S-400، ومع عدم امتلاك إيران لقوة جوية في سوريا، فهي تعتمد على المعدات السورية للدفاع عنها، والصواريخ التي ردت فيها على إسرائيل كانت محدودة، وهو ما يظهر أن إيران لا تسعى إلى تأجيج الوضع، وقد يكون مخافة أن تقوم إسرائيل بضرب النظام السوري، وهو ما جعل بشار الأسد وروسيا يتعاملان مع الوجود الإيراني في سوريا كخطر استراتيجي.
وذهبت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن إن الغارات الجوية الإسرائيلية وحدها لن تؤدي إلى طرد القوات الإيرانية، وفي حال كان هذا هدف إسرائيل، فلا مانع من القيام بعملية عسكرية على الأرض، على حد قول الصحيفة.
ويرتبط أي تحرك عسكري إسرائيلي على ارض الواقع كعملية عسكرية على روسيا، والتي لم تظهر الاهتمام الكافي أو حتى القدرة بالسيطرة على تصرفات إيران، حتى أنها لم تتمكن من الوفاء بالاتفاق بتحريك القوات الإيرانية بعيدا عن الحدود الإسرائيلية.
تصريحات سورية وروسية طالبت بضرورة الاتفاق حول هيكل الحكومة الجديدة في سوريا، والعمل على الحد من سيطرة المقاتلين الأكراد من حزب العمال الكردستاني المحظور، على الحدود السورية التركية، كشرط مسبق لانسحاب القوات الأجنبية، وهذا ما سينتج عنه تحديد دور روسيا وتركيا وإيران في تشكيل الحكومة القادمة.
وفي حال تم التوافق على هذه النقاط، عندها ستطلب سوريا سحب جميع القوات الأجنبية، بما فيها التركية والإيرانية وحتى الروسية، مع الإبقاء على ضمانات دولية للدفاع عن سيادتها، بما فيها الهجمات الإسرائيلية.
واستبعدت هآرتس هذا السيناريو، خاصة مع عدم توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق بخصوص الأكراد، حيث ترفض تركيا وقف تحركاتها للسيطرة على مناطق شرق الفرات التي يسيطر عليها الأكراد، مع أن الولايات المتحدة طرحت فكرة تخلي الأكراد عن أسلحتهم الثقيلة، مقابل وقف التقدم التركي، إلا أن أنقرة رفضت، التي تسعى إلى كسب المزيد من الضمانات الأمريكية.
وتسعى روسيا إلى تمكين الأسد من استعادة سيطرته على كامل سوريا، وهذا يستدعي استعادة السيطرة على إدلب، بالاتفاق مع انقرة، وهو ما لم يتم بعد.
ويمكن القول إن دور إيران في سوريا بدأ بالتراجع لصالح روسيا بعد فرض العقوبات، حيث زاد نفوذ روسيا الاقتصادي على إيران، وترى الصحيفة بأنه من غير الممكن أن تتحرك روسيا للدفاع عن إيران في حال لم يتم تهديد نظام الأسد.
وترى إسرائيل أن العلاقة الدافئة مع بعض الدول العربية، كالبحرين والإمارات التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، كذلك دعم مصر للأسد، ومساعي روسيا لإضفاء شرعية عربية ودولية للاسد من جديد، قد يساعد على تجميد دور إيران، إلا أن هذه الفكرة معقدة نوعا ما، فالأسد لم يقطع علاقته مع إيران أثناء وجوده في جامعة الدول العربية، وهو غير مستعد للتخلي عن إيران، ووجود إيران في سوريا، قد يجعلها ورقة رابحة للأسد للسيطرة على لبنان من جديد، ومن هنا فإن إسرائيل ستجد صعوبة في مواجهة الوجود الإيراني في سوريا.