ارتفعت حدة الخلافات بين باريس وروما بسبب الاتهامات المتبادلة التي أطلقها المسؤولون مؤخراً بشأن الهجرة غير الشرعية واستغلال القارة الأفريقية.
وتوترت العلاقة بين الحليفين التقليديين إيطاليا وفرنسا منذ أن شكل حزب الرابطة اليميني وحركة (5-نجوم) المناهضة للمؤسسات ائتلافا حاكما في إيطاليا العام الماضي وانتقادهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي.
قال نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني أمس الثلاثاء إن فرنسا لا تريد تحقيق الهدوء في ليبيا لأن مصالحها في قطاع الطاقة تتعارض مع مصالح إيطاليا مؤججا بذلك حربا كلامية بين روما وباريس.
وأيد سالفيني ما كان ذهب إليه دي مايو، وقال إن فرنسا تنتزع الثروات من أفريقيا بدلا من مساعدة الدول على تطوير اقتصادها، لافتا بشكل خاص إلى ليبيا التي تعاني من فوضى التدخلات الخارجية التي أفشلت الثورة الشعبية التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 وأطاحت بحكم العقيد معمر القذافي الذي استمر ل40 سنة.
وكان دي مايو قال: إن “الاتحاد الأوروبي ينبغي عليه فرض عقوبات على فرنسا وجميع الدول التي تحاكيها في إفقار أفريقيا وحمل الأفارقة على مغادرتها لأن الأفارقة ينبغي أن يكونوا في أفريقيا، لا في قاع البحر المتوسط.”.
وتابع المسؤول الإيطالي: “إذا اضطر الناس إلى المغادرة اليوم فذلك لأن دول أوروبا و في مقدمتها فرنسا لم تتوقف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية”، مضيفاً أنه لولا دول أفريقيا لكان الاقتصاد الفرنسي في المركز الخامس عشر بين اقتصادات العالم، لا بين أكبر ستة اقتصادات في العالم.
وعلى إثر تلك الاتهامات التي أطلقها لويجي دي مايو بحق باريس استدعت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين الماضي سفيرة إيطاليا.
وكانت فرنسا انتقدت إيطاليا العام الماضي لرفضها السماح للقوارب التي تنقذ المهاجرين بالرسو على سواحلها، وهو ما ردت إيطاليا عليه باتهام فرنسا بأنها لا تقبل دخول المهاجرين.
ورغم التراشق الإعلامي والخلافات الدبلوماسية بين الجارتين الأوروبيتين؛ فإن رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي يجد أن صداقة إيطاليا مع جارتها الأوروبية لا تزال قوية كما كانت دائماً.
وتدعم إيطاليا الحكومة الشرعية في ليبيا المعترف بها من الأمم المتحدة فيما تدعم فرنسا والإمارات مليشيا الكرامة التي تسيطر على الشرق الليبي بما فيها مصادر النفط.