قادة أوروبا محرجين من الاجتماع بابن سلمان
بعد جريمة اغتيال خاشقجي
أدت جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى عزلة دولية، حتى أن قادة الاتحاد الأوروبي يعزفون عن عقد قمة عربية أوروبية مشتركة بسبب الحرج من وجوده.
وفي هذا الإطار، انتهى أمس في بروكسل اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق بشأن جدول أعمال لقمة ثنائية يتوقع أن تعقد بين الطرفين في شرم الشيخ بمصر يومي 24 و25 فبراير/شباط الجاري.
وأكد مسؤول أوروبي أن من الأسباب حرج الأوربيين من الجلوس في طاولة واحدة مع ولي العهد السعودي والرئيس السوداني عمر البشير.
ويتوقع أن تبحث القمة عددا من القضايا الإقليمية على رأسها السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا، وقضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، علاوة على أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة العربية.
وعندما كانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تشرح في مؤتمر صحفي سبب عدم التوصل لاتفاق، قاطعها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مشددا على أن “ثمة تعقيدات على الجانب الأوروبي أكثر من الجانب العربي”.
لكن موغيريني ردا مباشرة على أبو الغيط قائلة: “سأقول عكس ذلك”، في مؤشر على خلاف ودي لكن علني بين الطرفين.
وقال مسؤول آخر بالاتحاد الأوروبي عن المحادثات رفيعة المستوى التي يتوقع إجراؤها نهاية الشهر الجاري “من الصعب للغاية تنظيم هذه القمة وإيجاد موعد إذ لا يريد أحد ذلك حقا”.
وأضاف “بالنسبة للاتحاد الأوروبي الأمر كله يتعلق بالهجرة، ولكن هناك الكثير من الموضوعات الحساسة التي لا يفضل الناس تناولها”.
ويشير المسؤول الأوروبي إلى التغير الذي طرأ في علاقة الاتحاد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المشتبه بتورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والرئيس السوداني عمر البشير المطلوب في جرائم حرب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي “الاستعدادات للقمة تسير ببطء شديد.. كل شيء غير مريح”. لكنه أكد أنه لا توجد خطط لإلغاء الأمر بأكمله.
وتابع قائلا “هناك الكثير من الفخاخ المحرجة التي يجب تجنبها، مثل الجلوس على طاولة واحدة مع السعوديين أو البشير أو حتى عودة الأسد”.
وقال مسؤول من الاتحاد الأوروبي “لا نتعامل معه (البشير) بشكل مباشر لكننا نتعامل مع السودان.. بإمكانهم إرسال شخص آخر”.
وخلصت تقارير المخابرات الأمريكية والغربية إلى وقوف ابن سلمان بشكل مباشر خلف عملية اغتيال الصحفي خاشقجي، والذي قتل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول على يد فريق أمني بقيادة المساعد الشخصي لابن سلمان، وتم تقطيع جثته.