هل أوشك عهد غوغل على الزوال؟
في الوقت الحالي تجرى عمليات البحث عن كل شيء في العالم عن طريق محرك البحث غوغل، لكن يعتقد عدد متزايد من الخبراء أن غوغل بلغ ذروته، وسوف يبدأ الآن بفقدان بريقه.
فقد أورد الكاتب ستيفان بيوتلسباخر في تقرير نشرته صحيفة فيلت الألمانية أن محرك البحث غوغل يسجل مئتي ألف عملية بحث خلال كل خمس ثوان فقط و3.5 مليارات عملية بحث في اليوم.
وأورد الكاتب أن بعض التوقعات تشير إلى أن نجاح غوغل هذا سوف يبدأ بالتراجع قريبا، وهو ما أكده أيضا المستثمر الأميركي روبرت لوكاسكيو في حوار مع صحيفة فيلت.
ويرى لوكاسكيو أنه بعد عقدين من النجاح فإن سيطرة محرك البحث غوغل اقتربت من نهايتها، وفي الوقت الراهن تشهد الطريقة التي يبحث بها الناس عن المعلومات على شبكة الإنترنت تغييرا جذريا، سواء تعلق الأمر بالسفر أو المطاعم أو السيارات أو الكتب أو مستحضرات التجميل وكل الأشياء التي يبحث عنها الناس عبر الإنترنت.
أشار الكاتب إلى أن روبرت لوكاسكيو هو مؤسس شركة لايف بيرسون التي تعمل على برمجة روبوتات الدردشة وتنجز هذه المهام من خلال عمليات تشفير ذكية تتواصل مع المستخدمين على مواقع الإنترنت في نوافذ محادثات صغيرة.
ويقول لوكاسكيو إنه “في المستقبل سوف يفضل الناس التعامل مع خوارزميات المحادثة عوضا عن غوغل، خاصة إذا كانوا يرغبون في معرفة شيء ما”.
يشار إلى أن لوكاسكيو ليس الوحيد الذي يتوقع هذا الأمر أو يرى أن السطوة المطلقة التي فرضها محرك البحث غوغل في الماضي بدأت تتراجع.
يعد غوغل الوجهة الأولى لأي شخص يريد معرفة معلومات عن الأحداث والمشاهير والمواعيد الرياضية الكبرى التي عادة ما يبحث عنها المستخدمون في أنحاء العالم.
لكن الكاتب يرى أن أي شخص يريد شراء غرض من الإنترنت سيتوجه على الأرجح نحو موقع أمازون، وهو ما أظهرته دراسة أجرتها مؤسسة جامبشوت لتحليلات السوق في ولاية كاليفورنيا.
علاوة على ذلك باتت 54% من مجمل عمليات البحث عن المنتجات تجرى عبر مواقع البيع بالتجزئة، في حين تجرى 46% فقط من خلال غوغل.
من جانب آخر، تراجع عدد قراء الأخبار غوغل نيوز، وأصبح الناس يتوجهون إلى المؤسسات الإعلامية مباشرة أو لموقع فيسبوك للتزود بأخبار العالم.
وذكر الكاتب أن هناك أعدادا متزايدة من مستخدمي الإنترنت الذين باتوا يعرفون مصدر المعلومة، بالإضافة إلى ذلك تسمح لهم روبوتات الدردشة بالتواصل مع الشركات دون فتح أي صفحة إنترنت، الأمر الذي كان مستحيلا في السابق.
ونقل الكاتب عن روبرت لوكاسكيو قوله إن “هذا الموقع الكلاسيكي سوف يموت، وفي حال موت محرك البحث من المرجح جدا أن تندثر شركة غوغل أيضا”.
ويتبنى عدد من الخبراء هذا الرأي أيضا، حيث يستخدم اثنان من بين كل ثلاثة شبان أميركيين الخوارزميات للتواصل مع الشركات، بحسب ما أظهرته استطلاعات للرأي أجرتها مجلة بيزنس إنسايدر الأميركية.
وبين الكاتب أن كثيرا من مستخدمي الإنترنت اليوم يبحثون عن المعلومات من مصادر أخرى مختلفة، ولذلك لم يعد غوغل القناة الأساسية التي تتدفق عبرها البيانات.
ويبدو أن محرك البحث بدأ يفقد سيادته على عالم الإنترنت بشكل بطيء ولكن مرئي، وأمام المنافسة التي تمثلها مواقع أخرى مثل فيسبوك وتويتر بدأ احتكار غوغل لهذا العالم ينهار.
ونقل الكاتب أن كثيرين فقدوا ثقتهم في غوغل، فقد بات معلوما أن شبكة التواصل الاجتماعي غوغل بلس شهدت تسريبات لبيانات المستخدمين خلال الأعوام الماضية.
كما كان مطورو البرمجيات قادرين على معاينة البيانات الشخصية للمستخدمين منذ عام 2015 دون الحصول على إذن، وتمكنوا أيضا من الاطلاع على الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني ووظيفة وجنس وعمر أي شخص.
وقد اكتشفت شركة غوغل هذه الثغرة في مارس/آذار الماضي وعمدت إلى إغلاقها وإخفائها، لكن لا يزال الخبراء غاضبين من هذا الأمر، حيث إن رئيس مفوضية حماية البيانات في مدينة هامبورغ الألمانية يوهانس كاسبار فتح تحقيقا بشأن هذه الوقائع.