تلغراف: ملف آخر يطارد السعودية حتى لو تجاوزت ملف خاشقجي
نشرت جريدة “ديلي تلغراف” تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، راف سانشيز، تعليقا على ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” حول دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى ملاحقة الصحفي جمال خاشقجي، وإسكاته بأي صورة حتى “برصاصة”.
واستندت الصحيفة على تقارير من “سي آي إيه” تحدثت عن أن ابن سلمان تحدث مع أحد مساعديه، وهو مدير قناة العربية السابق تركي الدخيل حول طرق جلب خاشقجي. واقترح الدخيل عرض وظيفة عليه في القناة، وهو عرض شكك ولي العهد بقبوله من طرف خاشقجي.
وتمت المكالمة في أيلول/سبتمبر 2017، أي قبل أن يبدأ خاشقجي بنشر مقالاته الناقدة للنظام السعودي في “واشنطن بوست”.
ويُعتقد أن المكالمة هذه تعد الدليل الأقوى الذي يربط ابن سلمان بالجريمة التي ارتكبت بحق الصحفي العام الماضي في قنصلية السعودية في إسطنبول، مع أن الصحيفة الأمريكية قالت إن الأمير ربما لم يقصد استخدام الرصاصة حقيقة بل مجازا، إلا أنها تشير إلى نية مبيتة من المسؤول السعودي لإسكات الصحفي.
واعتبر سانشيز، أن “هذه المكالمات في حال تأكيدها ستكون الدليل المباشر الذي يربط ابن سلمان بخطط اغتيال خاشقجي”.
ويعتبر سانشيز أن “هذا الدليل سيدحض رواية المسؤولين السعوديين الذين ينفون علم ابن سلمان بالأمر”، مضيفا أن “البيت الأبيض لا يزال يدعم الأمير، البالغ من العمر 33 عاما، وهو الحاكم الفعلي، رغم تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” السابق الذي خلص إلى أنه أمر باغتيال خاشقجي”.
وقال شانشيز إنه “حتى لو نجحت السعودية في تجاوز ملف اغتيال خاشقجي، فإنها ما زالت تواجه في الوقت ذاته ملف الاتهامات الخاصة باعتقال وتعذيب النساء اللواتي نشطن في مجال الدعوة لنيل المرأة السعودية حقها في قيادة السيارات”.
ولا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدافع عن الموقف السعودي النافي لعلاقة ولي العهد بجريمة قتل خاشقجي، فيما شجب مسؤول بارز مقرّب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف الحكومة السعودية وغياب الشفافية في التحقيق بالجريمة.
وطالب فريتين آلتون، مدير الاتصالات لأردوغان بترحيل المشتبه بتورطهم في الجريمة إلى تركيا وهو مطلب تجاهلته السعودية حتى الآن.
وقال آلتون: “لم تتعاون السلطات السعودية خلال الأشهر الأربعة الماضية مع المسؤولين الأتراك والمجتمع الدولي”.