هل تحدث السترات الصفراء انقلابا في فرنسا؟
أثار تهديد أحد ممثلي حراك السترات الصفراء في فرنسا بتصعيد الاحتجاجات وإن أدى ذلك إلى إسقاط النظام وإحداث انقلاب عسكري، ردود فعل متباينة في البلاد.
وفيما يشكل حراك السترات الصفراء صداعا للحكومة الفرنسية، من غير المتوقع له نهاية قريبة لسلسلة الاحتجاجات المتواصلة كل يوم سبت (الأسبوع الثالث عشر على التوالي) بكبرى المدن الفرنسية.
وقال الفرنسي كريستوف شالنسون أحد ممثلي حراك السترات الصفراء إنهم (السترات الصفراء) على استعداد للذهاب بعيدا في احتجاجهم، وإن أدى ذلك إلى إسقاط النظام وإحداث انقلاب عسكري.
وما زاد التصريح خطورة، أن كريستوف أدلى به أثناء مقابلة تلفزيونية، أجرها مع محطة اذاعية خلال زيارة لايطاليا، التي تشهد علاقتها السياسية مع فرنسا توترا متصاعدا.
تهديدات شالسون استدعت وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستير الى الرد، عبر حسابه الرسمي في موقع توتير.
وقال الوزير: “أحد قادة السترات الصفراء يعلن لنا عن انقلاب عسكري…هل هذه كوميديا أم هذيان من قبل الشخص” مرفقا ذلك بمقطع الفيديو أين كان ممثل السترات الصفراء يتهدد ويتوعد.
Ainsi donc un des leaders des Gilets Jaunes nous annonce un coup d'Etat militaire…
C'est une comedie à l'italienne ou juste un nouveau délire personnel? https://t.co/6qnVpCMkZN— Christophe Castaner (@CCastaner) February 14, 2019
وجاءت تصريحات هذا الأخير خلال برنامج تلفزيوني، حيث تحدث عن حراك السترات الصفراء الذي لم يهدأ بعد، رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية.
إلا أن التهديد الخطير جاء بعد انتهاء المقابلة، أين تُركت الكاميرا في وضع التسجيل وسُرب المقطع الذي تحدث فيه للمذيعة عن ما يمكنهم فعله.
كريستوف شالنسون الذي أصبح ممثلا للسترات الصفراء قال إن الحكومة الفرنسية باتت تخاف منهم، وأنهم لا يمكنهم عمل أي شيء، مضيفا ” سأواصل ما بأدته إلى النهاية من أجل قناعاتي وان وضعوا لي رصاصة في الرأس، ولكن لا يمكنهم فعل ذلك…إن فعلوا فان ماكرون سيكون مصيره المقصلة”.
كما ذكر أنه فرنسا باتت على مقربة من اندلاع حرب مدنية إذا ما استمر الوضع عليه “لا يمكنهم أن يمسوا شعرة من رؤوسنا وإن قتلوني أنا، أو أي أحد منا، فاعلمي أن هناك جيش شبه عسكري مستعد للتحرك والدخول إلى قصر الإليزيه وتحطيم كل شيء.
وأضاف “لقد بلغنا مرحلة من المواجهة يمكن فيها أن تندلع حرب أهلية في أي وقت”، وعند سؤال المذيعة له عن “الشبه عسكريين في صفوفهم” أجاب بأنهم عسكريون سابقون وعاملون في قطاع الأمن.
ولكن هذه ليس المرة الأولي التي يهدد فيها كريستوف شالنسون فيها بإسقاط النظام أو إحداث انقلاب، كانت له عدة خرجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في صفحته على الفيسبوك إذ يدعو دائما إلى التحرك وإحداث التغيير.
وكان آخرها في 23 من شهر كانون الأول/ديسمبر حين قال إن “الحرب المدنية أمر لا مفر منه”
مضيفا ” أتوجه إلى السيد ماكرون، إذا لم يرض بالرضوخ لمطالبنا، فإن الأمر متروك للجيش من أجل أن يتدخل لحسم الأمور وإنشاء حكومة جديدة”.